أخبار عاجلة

قضية التدخين (4)

إذا كان الإسلام قد حرّم الخمر على المسلم لما لها من تأثير ضار بعقله واعتبرها من الخبائث، فقد ثبت أن التدخين أشد ضررًا من الخمور، ولا يقتصر ضرره على من يتناوله فقط، بل يتعدى الضرر إلى الغير من المحيطين بالمدخن….

الأستاذ محمد الشندويلي

بقية: حوار مع الدكتور نصر فريد واصل

بقية: عقوبات تعزيرية:

س- حذر نقيب الأطباء في مصر من عرض أي أعمال فنية في التلفزيون المصري تتضمن مشاهد فيها تدخين، وهدد برفع دعوى قضائية ضد أية محطة أرضية أو فضائية تسمح بعرض أعمال فنية فيها تدخين، فهل ترى أن الأعمال الفنية تسهم في ترويج التدخين بين الأطفال والشباب؟

ج- هذا أمر لا خلاف عليه والدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء المصريين معه كل الحق في ذلك ونحن نؤيده ونتضامن معه في ذلك؛ لأن الأعمال الفنية التي تطارد كل فئات المجتمع من كل الأعمار ليلًا ونهارًا مؤثرة جدًّا خاصة بين الأطفال والشباب، فهي تغرس فيهم القيم الإيجابية والسلبية، والأطفال الذين يشاهدون ممثلًا أو مطربًا يدخن سيقلدونه، وبالفعل تعلم كثير من أطفالنا وشبابنا هذه العادة السيئة من الأفلام والمسلسلات وأغاني الفيديو كليب وغير ذلك، مما يعرض عليهم في وسائل الإعلام والثقافة المتنوعة.

عبارة ضرورية:

س – اقترحتم من قبل وأثناء توليكم مسئولية دار الإفتاء المصرية كتابة عبارة: التدخين محرم شرعًا، هل ترون أن هذه العبارة تسهم في ردع المدخنين وصرفهم عن التدخين؟.

ج- بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية عن أضرار التدخين ألزمت شركات التبغ بكتابة عبارة التدخين ضار بالصحة واستجابت شركات التبغ، وبعد أن أصدرنا في دار الإفتاء المصرية فتوى صريحة وحاسمة بتحريم التدخين طلبنا من شركات التبغ المحلية كتابة عبارة التدخين محرم شرعًا واستجابت لجنة الصحة بمجلس الشعب المصري وتم وضع العبارة على بعض المنتجات المحلية في مصر ثم اختفت بعد ذلك، ونحن نطالب شركات التبغ العالمية التي توزع منتجاتها في الدول العربية والإسلامية بكتابة هذه العبارة، فهي وسيلة من وسائل الردع ينبغي الاستفادة منها.

س- بعض العلماء يطالبون بوقف استيراد التبغ بعد أن فشلت جهود التوعية في مواجهة وباء التدخين.. هل توافقون على ذلك؟

ج- أنا ضد أسلوب الحظر والمنع إلا عند الضرورة القصوى، علمًا بأن من حق ولي الأمر شرعًا أن يفعل ذلك، فشريعة الإسلام أعطت ولي الأمر حق تقييد وحظر المباح عندما يكون في استخدامه والإقبال عليه إضرار بالمجتمع فما بالنا بالتدخين وهو محرم باتفاق العلماء.

لكن التوعية أفضل؛ لأن الممنوع مرغوب، ولو تم حظر التدخين ووقف استيراد وإنتاج التبغ ستفتح كل الأبواب الخلفية لترويجه بين الناس، وإذا كانت المخدرات المحظورة في كل مجتمعات الأرض وتحمل قوانين كل الدول عقوبات رادعة لمنتجيها ومروجيها ومتعاطيها يتم تداولها بين الناس على نطاق واسع، فما بالنا بالسجائر التي أدمنها للأسف كثير من الناس؟! لا بد أن تتواصل وتتكامل جهود التوعية، ولا بد من حملات قومية لا تتوقف لمواجهة هذا الوباء القاتل.

عن الاسلام وطن

شاهد أيضاً

الإنسان خليفة الله في الأرض (32)

لما كان الإنسان جوهرة عقد المخلوقات وعجيبة العجائب، وقد جمع الله فيه كل حقائق الوجود …