كل واحد منا يا أحبابي لديه كم من الملائكة عن اليمين يكتب الحسنات، وعن الشمال يكتب السيئات، والحفظة والحرس وغيرهم، إذا استشعر المسلم هذا الكم الهائل من الملائكة فإنه يستحى أن يعصى الله بحضورهم معه على الدوام…
المحاسب مصطفى فهيم
أسئلة والإجابة عليها مهمة لبراعم الإيمان
س: كيف تكون محبوبًا عند الآخرين؟
عاشرًا: صاحب الحياء
فما هو الحياء؟
– الحياء: انقباض النفس من شيء وتركه على الفور حذرًا من اللوم فيه.
– الحياء: يبعث على فعل كل شيء جميل وترك كل شيء قبيح، قال رسول الله o: (إن لكل دين خُلقًا، وخُلق الإسلام الحياء).
– قال سيدنا وهب بن منبه: “الإيمان عريان ولباسه التقوى وزينته الحياء”.
– والحياء شعبة من شعب الإيمان، قال سيدنا المصطفى o: (الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها: قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان).
– قال o: (إن مما أدرك الناس عن كلام النبوة الأولى: “إذا لم تستح؛ فاصنع ما شئت”).
– الحياء باعث على كل خير ومانع للمعاصي، ويحول بين المرء والقبائح.
فالحياء:
1- يمنع الغيبة والنميمة.
2- يمنع من كشف ستر الآخرين.
3- يمنع الكذب على الآخرين.
4- يمنع غش الآخرين.
5- يمنع من شهادة الزور.
6- يمنع أكل الحرام.
7- يمنع من السباب.
8- يمنع من القتال بغير حق.
9- يمنع من موالاة أعداء الإسلام.
10- يمنع من النفاق.
11- يمنع من التحدث بصوت عال.
12- يمنع من التفاخر على الآخرين.
13- يمنع الكبر على الآخرين.
14- يمنع الغضب.
15- يمنع الإعجاب بالنفس.
* لذا فالحياء مفتاح كل خير.
– عن عمران بن حصین 0 قال رسول الله l: (الحياء خير كله).
– سأل رجل سيدنا المصطفى l: هل الحياء من الدين؟ فقال o: (بل هو الدين كله).
– والحياء أبهى زينة، وعن أنس بن مالك 0 أنه قال o: (ما كان الحياء في شيء إلا زانه، ولا كان الفحش في شيء إلا شانه).
ومتى تجمل العبد بزينة الحياء أحبه الأهل والجيران والأقارب بل جميع الناس، والحياء خلق الإسلام.
أحبابی براعم الإيمان: هل هناك أنواع للحياء؟
نعم، هناك أنواع من الحياء:
1- الحياء من الله
عن عبد الله بن مسعود 0 قال رسول الله o: (استحيوا من الله حق الحياء). قلنا: يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله. قال: (ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء: أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى، والذى أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، من فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء).
2- الحياء من سيدنا المصطفى o
إذا علم العبد أن عمله يعرض على سيدنا رسول الله o؛ استحى أن يكون العمل على غير ما أمر به الشرع الحنيف.
قال o: (حیاتي خير لكم، تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم، تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير؛ حمدت الله علیه، وما رأيت من شر؛ استغفرت الله لكم).
3- الحياء من الملائكة
كل واحد منا يا أحبابي لديه كم من الملائكة عن اليمين يكتب الحسنات، وعن الشمال يكتب السيئات، والحفظة والحرس وغيرهم، إذا استشعر المسلم هذا الكم الهائل من الملائكة فإنه يستحى أن يعصى الله بحضورهم معه على الدوام.
* وثمرة الحياء دخول الجنة بغير حساب.
عن أنس 0 عن النبي o: (إذا كان يوم القيامة أنبت الله لطائفة من أمتي أجنحة فيطيرون من قبورهم إلى الجنان يسرحون فيها ويتنعمون كيف شاءوا، فتقول لهم الملائكة: هل رأيتم الحساب؟ فيقولون: ما رأينا حسابًا، فيقولون: هل جزتم الصراط؟ فيقولون: لا، فتقول لهم الملائكة: هل رأيتم جهنم؟ فيقولون: ما رأينا شيئًا، فتقول الملائكة: مِن أُمة مَن أنتم؟ فيقولون: مِن أمة محمد o، فيقولون: نشدناكم الله حدثونا ما كانت أعمالكم في الدنيا؟ فيقولون: خصلتان كانتا بنا فبلغنا الله تعالى هذه المنزلة بفضل رحمته، فيقولون: وما هما؟ فيقولون: كنا إذا خلونا نستحي أن نعصيه، ونرضى باليسير مما قسم لنا. فتقول الملائكة: يحق لكم هذا، يحق لكم هذا.
4- الحياء من الناس
قال o: (لا خير فيمن لا يستحي من الناس)، ومن الحياء من الناس العفو عنهم والتسامح فيما بدر منهم، فكان الإمام أبو العزائم يعفو ويقبل العذر من الآخرين، فهو القائل:
من سبَّـنـي أو ذمَّـني متعمدًا
أبرأتـــه لله خــالــص ذمـتـه
أنا لا أريد فضيحة يوم اللقا
أنا لا أسيء محمدًا فى أمته