ومثلما حدث مع الدكتور أحمد ماهر، حدث مع رفيقه فى النضال ضد الإنجليز “محمود فهمى النقراشى” أحد أبطال ثورة 1919م ضد الاستعمار البريطاني، فقد تم اتهامه بمعرفة المحتل البريطاني بالانضمام لخلية سرية لاغتيال الضباط والجنود البريطانيين أثناء ثورة 1919م، وأحيل للمحاكمة الجنائية في 31-1-1926م، وقام مصطفى النحاس باشا بالدفاع عنه حتى حصل على البراءة…
الدكتور محمد حسيني الحلفاوي
جماعات وظيفية في خدمة أعداء الأمة (2)
3- اغتيال رئيس وزراء مصر الأسبق محمود فهمي النقراشي:
ومثلما حدث مع الدكتور أحمد ماهر، حدث مع رفيقه فى النضال ضد الإنجليز “محمود فهمى النقراشى” أحد أبطال ثورة 1919م ضد الاستعمار البريطاني، فقد تم اتهامه بمعرفة المحتل البريطاني بالانضمام لخلية سرية لاغتيال الضباط والجنود البريطانيين أثناء ثورة 1919م، وأحيل للمحاكمة الجنائية في 31-1-1926م، وقام مصطفى النحاس باشا بالدفاع عنه حتى حصل على البراءة.
وبعد ذلك خاض العمل السياسي الحزبى، وتقلد مناصب وزارية كثيرة، حتى شغل رئاسة وزراء مصر مرتين.
ومن أدواره الوطنية البارزة خطابه الشهير بمجلس الأمن بنيويورك في 5-8- 1947م ضد الاحتلال البريطاني ومطالبته بالجلاء عن مصر وقال كلمته المشهورة: “أيها القراصنة أخرجوا من بلادنا”.
وبسبب نضاله الوطني المشهود، قام الإرهابي عبد المجيد حسن عضو تنظيم الإخوان باغتياله في 28-12-1948م وذلك خدمة للاحتلال البريطاني؛ حيث إن النقراشي هو عدو الإنجليز الأول.
بل إن قادة الإخوان يفرحون ويشمتون ويبررون عملية الاغتيال بدون وازع من شرع أو ضمير.
فهذا يوسف القرضاوي القيادي الإخواني يفرح ويشمت لاغتيال المناضل محمود فهمى النقراشي رئيس وزراء مصر ويوثق ذلك في مذكراته قائلًا:
“ولقد قابلنا نحن الشباب والطلاب اغتيال النقراشي بارتياح واستبشار… ومما أذكره أنى نظمت بيتين في هذه المناسبة، يعبران عن ثورة الشباب في هذه السن، خطابًا لعبد المجيد حسن قاتل النقراشى، كان الطلاب يرددونهما وهما:
عبد المجيد تـحـية وسـلام
أبشر فإنـك للشـبـاب إمـام
سممت كلبًا جاء كلب بعده
ولكل كـلب عندنا سمـام([1])
وهذا القيادي الإخوانى محمود الصباغ في كتابه “حقيقة التنظيم الخاص” الذى قدم له المرشد الخامس مصطفى مشهور، يبرر ويشرعن للقتل غيلة باسم الإسلام قائلًا: “لقد كان عبد المجيد أحمد حسن ومعاونوه متأكدين وهم يقومون بهذا العمل – يقصد اغتيال النقراشى – أنهم يقدمون دماءهم شهداء من أجل مصر”([2]).
واغتيال الشهيد محمود فهمي النقراشي يؤكد أن تنظيم الإخوان ما هو إلا جماعة وظيفية تعمل لمصلحة الغرب، وتقوم نيابة عن المحتل البريطاني باغتيال قادة الحركة الوطنية.
4- محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر:
قام تنظيم الإخوان بالتخطيط لاغتيال الزعيم القومي جمال عبد الناصر – حسب شهادة زينب الغزالي – 19 مرة([3]).. أشهرها:
محاولة اغتيال 1954م:
حيث قام الإخواني / محمود عبد اللطيف بإطلاق عدد 8 رصاصات على الرئيس جمال عبد الناصر، أثناء خطابه بميدان المنشية بالإسكندرية في 26-10-1954م.
ولكن الله عز وجل نجَّا جمال عبد الناصر من الاغتيال، وكان نتيجة العملية إصابة عدد من المحيطين بالرئيس جمال عبد الناصر منهم ” الوزير السودانى الميرغنى حمزة، وأحمد بدر سكرتير هيئة التحرير بالإسكندرية “.
وندع خليفة عطوة أحد أعضاء عملية محاولة الاغتيال يلقى بشهادته التاريخية:
“قابلنا المستشار حسن الهضيبي قبل العملية وبارك الأمر وأثنى علينا، وكان ذلك في فيلا حسن صبري بالإسكندرية… واستأجرنا غرفة في لوكاندة بالإسكندرية وحددنا الأدوار بدقة، فقد ارتديت أنا وأنور حافظ ملابس الحرس الوطني وصعدنا أعلى المنصة، وكانت مهمتي إعطاء الإشارة لمحمود عبد اللطيف بإطلاق النار على عبد الناصر فى الوقت المناسب، وبالفعل جهز محمود عبد اللطيف مسدسين من نوع “براوننج” ألماني، واتخذ مكانه بجوار تمثال سعد زغلول، وارتدى محمد على نصيري حزامًا ناسفًا واتفقنا أن يحتضن جمال عبد الناصر ويفجر نفسه فيه فى حالة عدم إصابته بالرصاص.. وبدأ عبد الناصر إلقاء خطابه، وانتظرت حتى بدأ عبد الناصر ينفعل ويندمج فى الحديث فأشرت بيدي إلى محمود عبد اللطيف لإطلاق الرصاص، وبدأ محمود عبد اللطيف في التصويب على قلب عبد الناصر، لكن عبد الناصر وقتها كان يشيح بيده لأعلى فمرت الرصاصة بين ذراعه وكتفه ولم تصبه وأصابت أحمد بدر سكرتير هيئة التحرير بالإسكندرية فى رأسه وسقط على الفور قتيلًا، وأصابت الرصاصة الثانية المرغني حمزة زعيم الطائفة الخاتمية بالسودان، وحدثت حالة من الهرج وقال عبد الناصر عبارته الشهيرة: “أيها الرجال فليبق كل في مكانه، دمى فداء لكم، حياتى فداء لكم، دمى فداء مصر”، وعندما عرفت أن المحاولة فشلت بعد إطلاق الرصاصة الأولى أشرت إلى محمود عبد اللطيف بالتوقف فأصابتنى رصاصات فى ذراعى ووجدت الأطقم الطبية تساعدنا فى إيقاف النزيف، خاصة وأن إطلاق النار أصاب حوالى 7 أشخاص وأرداهم قتلى، وبعد انتهاء الخطاب وأثناء علاجى فى نفس المكان فوجئت بالبوليس وقد أتى لإلقاء القبض عليَّ، وكانت هذه هى المفاجأة الصادمة بالنسبة لى وللخلية كلها، فعندما علم قائد الخلية الإخوانى هنداوى دوير بفشل العملية قام بخيانتنا وذهب إلى قسم باب شرق بالإسكندرية وأبلغ عن أسمائنا؛ حتى يصبح “شاهد ملك” ولا يعاقب.. وقام البوليس على الفور بالقبض علينا وتم ترحيلنا إلى سجن القلعة، وبسرعة شديدة عقدت محكمة عسكرية ضمت جمال سالم وأنور السادات وحسين الشافعي، وعندما استجوبونا اعترفنا بكل شيء.. واعترفنا أننا أخذنا التكليف من حسن الهضيبي مرشد الإخوان، وبسرعة شديدة تم الحكم علينا بالإعدام رميًا بالرصاص… وأنكر الهضيبي في بداية المحاكمة وقال: لا أعرف هؤلاء الأشخاص، فطلب منه أنور السادات بدهائه المعهود أن يحلف على المصحف فحلف الهضيبي أنه لا يعرفنا، فهاج محمود عبد اللطيف الذي أطلق الرصاص على عبد الناصر وقال له: “يا كافر يا ابن الكافر بتحلف كذب”. ثم بصق عليه، وهذا أمر طبيعي فمحمود عبد اللطيف كان يعمل «سمكري»، وكان يعتقد أن مرشد الإخوان استحالة أن يكذب، وأن الإخوان رجال دعوة ودين، وعندما وجده يكذب وينكر معرفته لنا كانت صدمته شديدة وجاء رد فعله بهذه الطريقة… وبخصوص محمد على نصيري، الذي كان من المخطط له اغتيال جمال عبد الناصر بحزام ناسف عند فشل محاولة محمود عبد اللطيف فقد ارتبك النصيري ارتباكًا شديدًا، خاصة بعد أن التف الضباط والحرس حول الرئيس عبد الناصر فترك نصيرى الموقع وهرب”([4]).
والغريب أنه رغم ثبوت محاولة الاغتيال في 1954م على الهواء، وباعتراف المتهمين أنفسهم.. إلا أن تنظيم الإخوان – كعادته – مازال ينكرها ويعتبرها ” تمثيلية “!!
وقد قام تنظيم الإخوان بمحاولة اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر، بالتخطيط مع المخابرات البريطانية.
وبذلك يتبين أن تنظيم الإخوان ما هو إلا جماعة وظيفية في خدمة المخابرات البريطانية، للقضاء على الزعماء الوطنيين.
=================================
([1]) ” ابن القرية والكتاب ” يوسف القرضاوى ط2 دار الشروق القاهرة ج1 ص 337 صدرت في 2006م.
([2]) – انظر: كتاب “حقيقة التنظيم الخاص” محمود الصباغ، موقع إخوان ويكيبيديا بدون ترقيم.
([3]) حسب شهادتها مع الأستاذ ثروث الخرباوي.. اليوم السابع بتاريخ 28-10-2020م.
([4]) حوار مع الأستاذ خليفة عطوة، بوابة أخبار اليوم، بتاريخ 24 أكتوبر 2018 م.