أخبار عاجلة

من مبادئ الإسلام: تأكيد وحدة الأمة ونبذ الاختلاف (1)

لعلّ من أخطر مَا أصيبت به الأمّة الإسلاميّة من أمراض هُوَ داء «الاختلاف» أو «المخالفة». ذلك الداء المستفحل المتفشي الَّذِي شمل كل حقل وكل مصر وكل مجتمع، وضم في دائرته البغيضة النكدة الفكر والعقيدة، والتصور والرأي، والذوق والتصرف، والسلوك والخلق، والنمط الحياتيّ وطرائق التعامل، وأساليب الكلام والآمال، والأهداف والغايات…

الأستاذ محمد الشندويلي

لعلّ من أخطر مَا أصيبت به الأمّة الإسلاميّة من أمراض هُوَ داء «الاختلاف» أو «المخالفة». ذلك الداء المستفحل المتفشي الَّذِي شمل كل حقل وكل مصر وكل مجتمع، وضم في دائرته البغيضة النكدة الفكر والعقيدة، والتصور والرأي، والذوق والتصرف، والسلوك والخلق، والنمط الحياتيّ وطرائق التعامل، وأساليب الكلام والآمال، والأهداف والغايات.

وقد وجدت أن أفضل علماء الأمة هم أئمة المتقدمين وكبارهم، وعلى الرغم من اختلافهم إلا أنك تلتمس أدبهم مع بعضهم البعض، وتجدهم يأخذون عن بعضهم بلا حرج، ويحترمون مشايخهم وأساتذتهم، بل إن الأساتذة يحترمون تلاميذهم.

ولعلي – في هذا الموضوع – أصطحب الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية الذي يعقد كل يوم أحد لقاءً صوفيًّا في مؤسسته بالهرم، ويقول فضيلته: أنا لست شيخًا لطريقة، ولكني أحب التصوف وأهله، ولا أدعي العلم ولكني من أهله.

فهذه ومضة بسيطة من عدة جلسات، لعلي أكون قد اقتبست جزءًا من هذا العلم “أدب اختلاف الأئمة”، وما أثمر ذلك من علمهم الفياض.

إننا نستنبط من آداب علماء الأمة أن خلف الأمة – في قرون الخير – كان يسير حذو السلف، والكل يستقي من أدب النبوة، ولم يكن أدب السلف الصالح يقتصر على تجنب التجريح والتشنيع وحسب، بل كان من الآداب الشائعة في ذلك الجيل من العلماء التثبت في أخذ العلم واجتناب الخوض فيما لا علم لهم به، والحرص على تجنب الفتيا خوفًا من الوقوع في الخطأ، قال صاحب “قوت القلوب”: أدركت في هذا المسجد “مسجد رسول الله J” مائة وعشرين من أصحاب رسول الله J، ما منهم من أحد يُسأل عن حديث أو فتيا إلا ودَّ أن أخاه كفاه ذلك.

وفي لفظ آخر: كانت المسألة تعرض على أحدهم فيردها إلى الآخر، ويردها الآخر للآخر؛ حتى يرجع إلى الذي سُئِل عنها أول مرة.

وقد ارتفع هؤلاء الرجال فوق مشاعر الإحساس بالغضاضة، فقد يتوقف أحدهم أمام مسألة تأثمًا. وروي عن مالك أنه سُئل عن ثمان وأربعين مسألة، فقال في اثنتين وثلاثين منها: “لا أدري”.

وعن خالد بن خداش قال: قدمت على مالك من العراق بأربعين مسألة فسألته عنها فما أجابني منها إلَّا في خمس مسائل.

عن الاسلام وطن

شاهد أيضاً

الإنسان خليفة الله في الأرض (25)

لما كان الإنسان جوهرة عقد المخلوقات وعجيبة العجائب، وقد جمع الله فيه كل حقائق الوجود …