أخبار عاجلة

الإسلام وطن تحاور العلامة د. أحمد كريمة (5)

الكلام عن اختيار المفتي والبحث عنه يقتضي منا الكلام عن ثقافة المستفتي، فإذا كان هناك اهتمام بالمفتي من ناحية تحقيق الآداب فيه فإنه لا بد من الاهتمام بالمستفتي من ناحية ثقافته التي تتيح له اختيار المفتي…

الأستاذ محمد الشندويلي

بقية: ثقافة المفتي المستفتي:

ثانيهما: إن الحوار يفيد في اقتناع المستفتي وفهمه للفتوى. ثم تأتي ثقافة الفهم: لتكسب الفتوى فائدتها العملية؛ إذ لا يتمكن المستفتي من العمل بالفتوى إلا بعد الفهم السليم لها. وأما ثقافة العمل الرشيد: فهي صمام أمان يكفل الحفاظ على الثمرات الطيبة المرجوة من الفتوى الرشيدة الصادرة من المفتي، وهنا ومن خلال تلك الثقافات تتكون لدى المستفتي ثقافة تتيح له اختيار المفتي بشكل صحيح، وتعمل تلك الثقافة على ترشيد العملية الإفتائية وتصحيح أساسها، وتتم معالجة مشكلة المستفتي عند المفتي.

وفيما يلي سرد لأهم آداب المستفتي:

أولًا: أن يتأدب مع المفتي ويبجّله في خطابه وجوابه، ولا يومئ بيده في وجهه، ولا يقل له: ما مذهبك؟ أو ليس هكذا تقول الفقهاء؟! أو نحو ذلك.

ثانيًا: أن يبحث عن أهلية من يستفتيه إذا لم يكن عارفًا بأهليته؛ فلا يجوز له استفتاء من انتسب إلى العلم، وانتصب للتدريس والإقراء وغير ذلك من مناصب العلماء بمجرد انتسابه وانتصابه لذلك.

ثالثًا: أن لا يسأله وهو على حالة ضجر، أو همَّ، أو غضب، أو غير ذلك مما يشغل القلب، ويحول بينه وبين التأمل، فإن هذه الأحوال لا ينبغي أن يكون فيها استفتاء ولا إفتاء.

رابعًا: أن لا يغفل ولا يدع الدعاء لمن يستفتيه؛ خاصة إذا كان ذلك في كتاب؛ كأن يقول: ما تقول رحمك الله؟ أو وفقك الله، وسددك، ورضي عن والديك؟ وإن كانوا جماعة قال: ما تقولون رضي الله عنكم؟ أو ما تقول الفقهاء سددهم الله تعالى؟ ونحو ذلك.

خامسًا: لا يجوز للمستفتي العمل بمجرد فتوى المفتي إذا لم تطمئن نفسه إليها، وكان يعلم أن الأمر في الباطن بخلاف ما أفتاه به، ولا تخلصه فتوى المفتي من الله كما لا ينفعه قضاء القاضي له بذلك، كما قال J: (فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها). وعلى المستفتي أن يسأل ثانيًا وثالثًا؛ حتى تحصل له الطمأنينة.

عن الاسلام وطن

شاهد أيضاً

الإنسان خليفة الله في الأرض (25)

لما كان الإنسان جوهرة عقد المخلوقات وعجيبة العجائب، وقد جمع الله فيه كل حقائق الوجود …