أخبار عاجلة

أباطيل الإسلام السياسي (الأسس الفكرية للإرهاب) [61]

الدراس لتاريخ جماعة الإخوان من خلال مذكرات المؤسس وكبار القادة، يفاجأ بشبكة علاقات لافتة وعجيبة للجماعة مع جمعيات سرية مشبوهة، وأنظمة حكم فاشية، وأجهزة مخابرات دولية…

الدكتور محمد حسيني الحلفاوي

الإخوان.. علاقات خطرة (1)

الدراس لتاريخ جماعة الإخوان من خلال مذكرات المؤسس وكبار القادة، يفاجأ بشبكة علاقات لافتة وعجيبة للجماعة مع جمعيات سرية مشبوهة، وأنظمة حكم فاشية، وأجهزة مخابرات دولية.

فمنذ إنشاء جماعة الإخوان فى 1928م وهناك واقعة تمويل خارجى ثابتة للجماعة من رجال الماسونية العالمية، مرورًا بعلاقة المؤسس حسن البنا بنظام حكم الإمام يحيى ابن حميد باليمن ودوره المحورى فى اغتياله والإنقلاب عليه، ثم علاقته الصادمة بهتلر والنازية والفاشية، وقيام الجماعة باغتيال المطربة اسمهان خدمة للمخابرات البريطانية، ثم اجتماعات حسن البنا السرية مع رجال المخابرات والخارجية الإنجليز فى الأربعينيات من القرن الماضى، ثم اجتماع قادة مكتب الإرشاد بمسئولين أمريكان فى النادى السويسرى اعتبارًا من ٢٠٠٣م عن طريق العراب سعد الدين إبراهيم مؤسس مركز ابن خلدون، وصولًا للاجتماعات العلنية صوت وصورة والتى تمت بين كبار رجال جماعة وقادة أمريكا والغرب بعد 2011م مثل: “جيمى كارتر، بيل كلينتون، كاترين أشتون، هيلارى كلينتون، كونداليزا رايس، آن باترسون، وريتشارد ميرفى.. وغيرهم”.

فهل من الطبيعى قيام مثل هذه العلاقات الكثيرة والمتشعبة بين جماعة دينية أو حتى حزب سياسي ومنظمات سرية وأجهزة مخابرات عالمية؟!

أم أن هذا – طبقًا للأعراف والأصول والقوانين فى كل دول العالم – يعتبر خيانة وطنية جلية؟!

ونحن خلال هذه السطور:

سنتجول عبر تاريخ ووثائق الجماعة؛ لنرى كم العلاقات الخطرة والمشبوهة التي ربطت وما زالت تربط جماعة الإخوان مع جمعيات سرية هدامة وأجهزة مخابرات عالمية.

أولاً: التكوين الفكرى لحسن البنا

نشرت مجلة القاهرة بعددها 133 دراسة حول محتويات مكتبة حسن البنا؛ تبين من هذه الدراسة المهمة، أن مكتبة حسن البنا كانت تضم كتبًا عن الحركات الباطنية السرية مثل: “الحشاشين، البابية، البهائية، الماسونية، الماركسية، الصهيونية”.

ومنها كتاب “آداب الماسونية” للماسونى الكبير شاهين مكاريوس مؤسس ورئيس محفل اللطائف الماسونى ورئيس وعضو شرف فى عدة محافل أجنبية ووطنية (درجة 33) كما جاء نصًّا بغلاف الكتاب الصادر فى 1895م، وهو كتاب يمتدح الماسونية، ومما جاء فيه:

“أهمية الماسونية وتاريخها، مبادئ الماسونية، الدين والماسونية، الدستور الماسوني، السرية فى المحافل الماسونية، شعار الماسونية، الرئيس فى الماسونية، نظام المحافل، شروط العضوية، موانع العضوية، درجات العضوية ولائحة الجزاءات”.

وركز الكتاب على حقوق رئيس المحفل قائلًا: “وما يجب تجاه رئيس المحفل الماسوني من تقدير واحترام كبير، يفوق الحد المعروف فى بعض الجمعيات الأخرى وأنه صاحب التدبير والأمر، وكل أخ يعارض الرئيس في أموره المعطى بها السلطة بمقتضى القوانين الماسونية لا يجوز أن يعتبر في مصاف الإخوان”([i]).

وأكد أن من موانع العضوية:

“من اشتهر بالخفة والطيش وعدم كتم الأسرار”([ii]).

وكما هو واضح فقد استفاد حسن البنا كثيرًا من هذا الكتاب فى تأسيس جماعة الإخوان، بل من اللافت أن كلمة أخ، والإخوان ترددت كثيرًا بالكتاب!!

ويؤكد ذلك علي عشماوي الإخواني المنشق قائلًا: “لقد درس الإخوان جميع التنظيمات العالمية حين حاولوا بناء النظام الخاص، وقد تأثروا جدًّا بالفكر الباطنى فى التاريخ الإسلامى، حيث كانت التنظيمات والفرق السرية مصدرًا أساسيًّا تم الرجوع إليه ودراسته والاستنارة بالأفكار الحركية فى كل تنظيم على حدة… وكذلك الحركات العالمية سواء كانت حركات إجرامية أو سياسية مثل: المافيا العالمية، والتنظيمات الفرنسية، وأخيرًا التنظيمات الصهيونية العالمية بما لها من قوة وانضباط واتصالات بجميع القوى السياسية، ومعرفة إخضاع الخصوم والسيطرة عليهم أو تصفيتهم”([iii]).

ثانيًا: حسن البنا والتمويل الأجنبى

اعترف حسن البنَّا في مُذكراته “الدعوة والداعية” أنه تلقى تمويلًا ماليًّا بمبلغ 500 جنيه مصري من إدارة قناة السويس بالإسماعيلية في 1928م، بواسطة مدير الشركة حينذاك البارون دى بنوا([iv]).

وبعد عقود تبين أنَّ الذي قام بتقديم التمويل ليس هو البارون دي بنوا الذي لم يعمل مديرًا لشركة قناة السويس أو حتى موظفًا بها!! وأن صاحب التمويل المالي لحسن البنا هو الماركيز “لويس أنطون دي فوجوي”، الذي كان مُديرًا لشركة قناة السويس في الفترة “1927 – 1948م”، ولقد قام حسن البنا بإخفاء اسمه بمذكراته؛ لأن الماركيز دى فوجوى من كبار رجال الماسونية العالمية.

علاوة على أن الماركيز دى فوجوى هو تلميذ “آليستر كراولي” 1875 – 1947م” الماسوني الكبير، والساحر والمنوم المغناطيسى والمشعوذ ومدمن المخدرات والشاذ جنسيًّا وعميل المخابرات البريطانية وابن الشيطان ومؤسس ديانة “الثيلما”، والذى قام مريدوه بعد موته بحرق جثته وهم يمجدون الشيطان.

ولقد التقى حسن البنَّا بـ”آليستر كراولي” في القاهرة والإسماعيلية، وقام كراولى بدعم حسن البنا ماليًّا ولوجستيًّا؛ كما جاء بمُذكرات “عبد الرحمن السندي” أول رئيس حقيقي للتنظيم الخاص.

يقول المؤرخ الأمريكي ريتشارد سبينس: “لقد كان آليستر كراولي رجلًا إنجليزيًّا وطنيًّا، تحمل سنوات من التشهير العام لإخفاء دوره كعميل سرى… ولقد كانت رحلة كراولي إلى المكسيك من أجل استكشاف آفاق النفط المكسيكي للمخابرات البريطانية”([v]).

فما الذى يجمع بين الماركيز دى فوجوى والداهية آليستر كراولى وبين حسن البنا وجماعته الدينية؟!

وما الذى يجعلهما يدعمانه ماليًّا ولوجستيًّا؟!.

هل لخدمة الإسلام والمسلمين والبلدان العربية لا سمح الله.. أم لضرب الإسلام والمسلمين وخدمة للمخابرات البريطانية؟!

هذه دعوة مشروعة للتساؤل والتأمل والبحث فى هذه المناطق المخفية والملتبسة!!

ويؤكد المخرج محمد فاضل التمويل الأجنبى للإخوان قائلًا: “وأذكر فى عام 1994م عند تصوير فيلم “ناصر 56″ زرت مقر شركة قناة السويس القديمة… بهدف الاطلاع على الملفات؛ لعمل نموذج مشابه في الفيلم، شاهدت دفتر إيصالات بالفرنسية وفيه إيصال بمبلغ 50ج لحسن البنا، ما علاقة حسن البنا المدرس بالشركة الفرنسية إلا التعاون السرى”([vi]).

=====================================

([i]) كتاب ” آداب الماسونية ” شاهين مكاريوس، مطبعة المقتطف بمصر ص 97.

([ii]) المرجع السابق ص 78.

([iii]) كتاب ” التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين ” مذكرات على عشماوى آخر قادة التنظيم الخاص، ص 8 طبعة مركز ابن خلدون 2006م.

([iv]) مذكرات الدعوة والداعية بقلم حسن البنا، مكتبة آفاق ط1 سنة 2012م ص 108.

([v]) كتاب “آليستر كراولى العميل رقم 666 .. المخابرات البريطانية والطائفة” لريتشارد سبينس، وكذلك كتاب “آليستر كراولى .. السيرة الذاتية” للمؤرخ البريطانى توبياس شورتون”.

([vi]) موقع الجريدة، تحقيق “محمد فاضل: أصل الحكاية يفضح تاريخ الإخوان الإرهابى” بتاريخ 12-6-2015م.

عن الاسلام وطن

شاهد أيضاً

الإنسان خليفة الله في الأرض (25)

لما كان الإنسان جوهرة عقد المخلوقات وعجيبة العجائب، وقد جمع الله فيه كل حقائق الوجود …