أخبار عاجلة

قيمة الأذكار (3- 4)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان الأدومان المتلازمان على سيدنا محمد، واسطة عقد النبيين، وسيد أولي العزم من المرسلين، الفاتح لما أغلق، والخاتِم لما سبق، ناصر الحقَ بالحقِ، والهادي إلى صراطك المستقيم، وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم..

فضيلة الشيخ علي الجميل

هذا فتح من أكمل الصلوات على سيد الكائنات J للإمام المجدد السيد محمد ماضى أبي العزائم 0:

ٱلْفَتْحُ ٱلْعَاشِرُ مِنَ ٱلصَّلَوَاتِ:

﴿ٱللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى ذَاتِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْمُجَمَّلَةِ ٱلْمُحَمَّدِيَّةِ، ٱلَّتِي ظَهَرَتْ مُطَلْسَمَةً بِأَسْرَارِ بُطُونِهَا ٱلْكَمَالِيَّةِ﴾.

﴿ٱللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى ٱلْكَنْزِ ٱلْجَمَالِيِّ ٱلْمُتَجَلِّي فِي أَكْمَلِ ٱلصُّورَةِ ٱلْخُلُقِيَّةِ، لا لِمَنْزِلَتِهِ وَرُتْبَتِهِ، بَلْ تَنَزُّلًا رَحْمَانِيًّا ظَهَرَ مُجَمَّلًا بِأَحَبِّ ٱلصِّفَاتِ، وَأَجْمَلِ ٱلأَخْلَاقِ ٱلَّتِى يَكُونُ بِهَا ٱلْعَبْدُ صَادِقًا فِى ٱلْعُبُودِيَّةِ، لِيَتَحَلَّى أَهْلُ ٱلاِخْتِصَاصَاتِ بِٱلْمَقَامَاتِ ٱلْعَلِيَّةِ﴾.

﴿ٱللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى ٱلذَّاتِ ٱلنُّورَانِيَّةِ ٱلَّتِي لَا ظِلَّ لَهَا، مَطْلِعَ شَمْسِ نُورِ ذَاتِكَ ٱلأَحَدِيَّةِ ٱلَّتِي لِلَطَافَتِهَا ٱلْقُدُسِيَّةِ ٱخْتَرَقَتْ أَنْوارَ ٱلسُّبُحَاتِ ٱلْكَمَالِيَّةِ، وَٱرْتَفَعَتْ لِمَقَامٍ وَقَفَ دُونَهُ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ، وَلَمْ يَتَعَدَّهُ مَقَامِ ٱلْمَجَالِي ٱلذَّاتِيَّةِ﴾.

﴿ٱللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْمُحَمَّدِيَّةِ ٱلَّتِي هِيَ حَقِيقَةُ ٱلْقَبْضَةِ ٱلنُّورَانِيَّةِ ٱلأَحَدِيَّةِ ٱلَّتِي أَضَاءَتْ بِنُورِ شَمْسِ حَقِيقَتِهَا وُجَهَ ٱلْمَعَارِفِ ٱللَّدُنِّيَّةِ، وَسَطَعَتْ أَنْوَارُهَا عَلَى أَرْوَاحِ أُولِي ٱلْعَزْمِ وَٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْكَرُوبِيِّنَ، وَظَهَرَتْ أَشِعَّتُهَا لِلرُسُلِ وَٱلأَنْبِيَاءِ وَٱلْمَلَائِكَةِ فَعَجَزُوا عَنْ فَهْمِ حَقِيقَتِهَا ٱلْحَقِّيَّةِ، وَهَبَّ عَبِيرُ نَسِيمِهَا عَلَى أَرْوَاحِ أَوْلِيَاءِ ٱللَّهِ فَسَكِرُوا مِنْ نَسِيمِ طِيبِ تِلْكَ ٱلنَّسَمَاتِ ٱلْمُحَمَّدِيَّةِ، وَسَكِرُوا بِهَٰذَا ٱلنَّسِيمِ حَتَّى غَابُوا مِنْ شِدَّةِ ٱلسُّكْرِ عَنِ ٱلآثَارِ ٱلْكَوْنِيَّةِ﴾.

﴿ٱللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى ٱلْمُرَادِ ٱلأَكْمَلِ ٱلْمُنْفَرِدِ بِٱلْمُرَادِيَّةِ لِذَاتِكَ ٱلأَحَدِيَّةِ، ٱلَّذِي أَوْصَلْتَهُ بِكَ إِلَيْكَ وُصُولًا؛ حَتَّى ٱرْتَفَعَ إِلَى مَقَامٍ لا يَبْلُغُهُ أَحَدٌ سِوَاهُ، وَجَعَلْتَ كُلَّ خَلْقِكَ مِنْ أَهْلِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلأَعْلَى وَٱلْمُلْكِ، وَمَا فَوْقَ ذَ ٰلِكَ مِنْ عَوَالِمَ ٱللَّاهُوتِ، وَمَا فَوْقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُ عِلْمَهُ إِلَّا أَنْتَ، طَالِبًا لَكَ بِهِ أَوْ وَاصِلًا إِلَيْهِ بِكَ، فَكُلُّ رِفْعَةٍ وَإِنْ عَظُمَتْ، وَكُلُّ عَظَمَةٍ وَإِنْ رُفِعَتْ مِنَ ٱلْمَرَاتِبِ ٱلْعَلِيَّةِ، إِنَّمَا تُفَاضُ عَلَيْهِ مِنْكَ، وَتُفَاضُ مِنْ حَضْرَتِهِ عَلَى مَنْ أَرَدْتَ لَهُ ٱلْفَضْلَ، فَلَا يُنَالُ فَضْلٌ إِلَّا مِنْهُ، وَلَا يَتَقَرَّبُ مُتَقَرِّبٌ إِلَّا إِلَيْهِ بِهِ صَلَّى ٱللَّهُ عليه وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَهْوَ نُورُكَ ٱلْحَقِّيُّ وَسِرُّكَ ٱلْخَلْقِيُّ وَعَبْدُكَ ٱلْمُتَرَقِّي لأَرْفَعِ مَقَامَاتِ ٱلْعُبُودِيَّةِ صَلَّى ٱللَّهُ عليه وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؛ صَلاةً نَبْلُغُ بِهَا مَقَامَاتِ ٱلْمَحَبَّةِ لِذَاتِهِ ٱلْعَلِيَّةِ، وَٱلْوُصُولَ لِحَضْرَتِهِ ٱلْمُحَمَّدِيَّةِ، وَٱلْفَنَاءَ فِي صِفَاتِهِ ٱلْكَمَالِيَّةِ؛ حَتَّى نَتَحَقَّقَ بِرَفِيعِ مَقَامِ حُبِّهِ لَنَا وَرِضَاهُ عَنَّا وَحُبِّنَا لَهُ وَرِضَانَا عَنْهُ، وَنَفُوزَ بِسَوَابِغِ إِحْسَانِهِ وَعَمِيمِ أَفْضَالِهِ حَتَّى نَحْيَا عَلَى سُنَّتِهِ وَنُحْيِيَهَا، وَنَمُوتَ عَلَى مَحَبَّتِهِ وَسُنَّتِهِ مَعَ ٱلتَّوْفِيقِ وَٱلْهِدَايَةِ وَٱلسَّعَادَةِ وَٱلْغِنَى فِى ٱلدِّينِ وَٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ﴾.

)لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ(.

﴿وَصَلَّى ٱللَّهُ عَلَىٰ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ﴾.

وهنا نعود الى الاستغفار ونسأل سؤالًا آخر: هل الاستغفار يمنع من وقوع الذنب مرة أخرى، أم أنه يمحو ما سلف فقط؟

نقول: إن الاستغفار يمحو ما سلف ولا يمنع من الوقوع في الذنب؛ لأن عدم الوقع في الذنب ليس هو مراد الله U وهو أن يكون الإنسان المستغفر معصومًا ولا يكون عندئذ حاجة إلى الاستغفار وهذا يخالف مراد الله من خلقه، عن أبي هريرة 0 قال: قال رسول الله J: (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، وجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله تعالى، فيغفر لهم) “رواه مسلم”.

حديث أبي أيوب، خالد بن زيد 0 قال: سمعت رسول الله J يقول: (لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقًا يذنبون، فيستغفرون، فيغفر لهم) “رواه مسلم”.

والحبيب المعصوم J كان يستغفر لكن ليس من ذنب، لكن يستغفر لتحقيق الأسوة لأمته بالاستغفار.

فالذكر يمحو آثار الغفلة والغفلة معًا، بل تحدث له اليقظة ويحدث له الحضور والجمعية الكاملة على الله U.

والصلاة على النبى J تمحو الشبهة وتمحو آثارها، وتجعلك في مأمن من الشبهات، كلما طرأت على القلب أخرجتها الأنوار المحمدية. وكذلك إذا وصل الإنسان إلى الشك عندما يقول الشيطان له: إذن فمن ربك؟ يفزع إلى الله U ويقول: آمنت بالله ورسله، والحماية من الوقوع في الشبهات هي كثرة الصلاة على النبي J؛ لأن خطورة الشبهة أنها لا تغتفر )إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ( (النساء: 48) بخلاف الشهوة فإنها تغتفر فمثلًا خطيئة آدم كانت شهوة )هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى( (طه: 120) فغفرها الله )فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ( (البقرة: 37).

وقال الله تعالى حكاية عن قول نوح A لابنه: )وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ( (هود: 42 – 43).

وهنا كانت العصمة من الهلاك لمن رحم فقط )لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ( والعصمة بمعنى الحفظ لا بمعنى عصمة الأنبياء الخاصة بهم D، كما قال أبو الحسن الشاذلي: (اللهم إنا نسألك العصمة في الحركات والسَّكنات، والكلمات والإرادات، والخطرات من الشكوك والظنون والأوهام الساترة للقلوب عن مطالعة الغيوب، فَقَدِ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَديدًا، وَإذْ يَقولُ المُناِفقونَ والَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ ما وَعَدَنا ﷲ وَرَسولُهُ إِلَّا غُرورا)، ويقول 0 بعد ذلك: فَثَبِّتْنا، والمراد بالعصمة هنا الحفظ، فإذا أردت أن تخرج من كل هذه الشبهات والأوهام ادخل في دائرة الايمان، وقل: آمنت بالله، فإذا استنجدت بالله في هذه الشبهات نجدك وحفظك وأعانك على تلك الشبهة، فإن صاحب المروءة من الناس لا يترك صاحبه في ضائقة؛ إلا وأعانه وأخذ بيده، فما ظنكم برب العالمين I؟.

عن الاسلام وطن

شاهد أيضاً

الإنسان خليفة الله في الأرض (25)

لما كان الإنسان جوهرة عقد المخلوقات وعجيبة العجائب، وقد جمع الله فيه كل حقائق الوجود …