أخبار عاجلة

الإرهاب القادم من إفريقيا!!

بلا شك كلنا نحب إفريقيا.. ليس فحسب لأننا من هذه القارة السمراء بل لأنها تمثل جزءًا رئيسيًّا للأمن القومي المصري بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، من نهر النيل إلى الأرض، إلى الحدود المشتركة بكل جيراننا العرب الأفارقة.. إفريقيا هي واقعنا ومستقبلنا، وبدونها نصبح كريشة معلقة في الهواء.. بلا مصير أو أمن….

د. رفعت سيد أحمد

بلا شك كلنا نحب إفريقيا.. ليس فحسب لأننا من هذه القارة السمراء بل لأنها تمثل جزءًا رئيسيًّا للأمن القومي المصري بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، من نهر النيل إلى الأرض، إلى الحدود المشتركة بكل جيراننا العرب الأفارقة.. إفريقيا هي واقعنا ومستقبلنا، وبدونها نصبح كريشة معلقة في الهواء.. بلا مصير أو أمن.. لكل هذا تجمع كل الوثائق والأبحاث الدولية على أن أخطر مشاكل القارة ليس فحسب التنمية وصراعات المياه.. بل هو (الإرهاب) بكل أنواعه، وبخاصة الملتحف بالدين زيفًا، والدين منه براء.. وتُحدثنا الوثائق المتاحة أن الاهتمام البحثى والسياسى الدولى بتمدد داعش (وخيمتها الكبري: الإخوان) فى إفريقيا لا يزال ضعيفًا ومحدود الأثر رغم المخاطر الإستراتيجية القادمة.

وداعش تتمركز فى عشر مناطق ساخنة داخل القارة، وبأسماء جماعات متشددة بايعت التنظيم الأم فى العراق وسوريا…

أبرز دواعش إفريقيا

(أنصار بيت المقدس فى مصر – أنصار الشريعة وشورى شباب الإسلام فى ليبيا – جماعة عقبة بن نافع فى تونس – جماعة جند الخلافة فى الجزائر – الجماعات التكفيرية بالمغرب – جماعة بوكو حرام فى نيجيريا – تنظيم الملثمون فى مالى – جماعة الشباب المجاهدين فى الصومال – الجماعات التكفيرية السلفية فى دارفور وجنوب إفريقيا).

* لمواجهة داعش فى إفريقيا تحتاج دول القارة إلى تنسيق إستراتيجى مع العراق وسوريا وإلى إستراتيجية شاملة للمواجهة (سياسية وأمنية ودعوية – إعلامية – اقتصادية) على مستوى كل بلد على حدة داخل القارة.

* إن الباحثين اهتموا بالتنظيم فى العراق وسوريا، ولكن أهملوا – أو قللوا من شأنه – داخل القارة السوداء لأسباب عدة؛ ربما لأن إرهاب هذا التنظيم – ونقصد داعش تحديدًا – لم يصل بعد داخل إفريقيا إلى نفس الدرجة الدامية من العنف التى مارسها خلال السنوات الماضية فى العراق وسوريا، وربما لأن الراعى الأكبر لهكذا تنظيمات (ونقصد به أجهزة المخابرات الغربية!) لم يرغب فى استخدامه بشكل موسع ومخيف فى إفريقيا الآن، مستبقيًا إياه لمراحل ووظائف مستقبلية قادمة، وربما لأسباب أخرى لا نعلمها.. ولعل صمتهم عن جريمة إسرائيل في غزة طيلة عام كامل يؤكد ذلك، وهو صمت بالأساس لصالح مشغليهم من أجهزة غربية وأجهزة تعمل في تل أبيب!

خريطة انتشار داعش في إفريقيا

* على أية حال نحن أمام واقع جديد ومهم؛ تمدد داعش فى إفريقيا وأمام وظائف جديدة لهذا التنظيم الأكثر شهرة وإرهابًا بين تنظيمات التطرف الإسلامى، وفيما يلى رسمًا لخريطة انتشاره فى إفريقيا وكذلك أهداف مستخدميه لأهداف إستراتيجية لهم داخل القارة.

تحدثنا خريطة تواجد وانتشار تنظيم داعش (والخيمة الكبري له: الإخوان) فى إفريقيا أنها تتوزع على عشرة أماكن قلقة ودامية وهى:

1– داعش فى سيناء: والتى كانت تسمى (تنظيم أنصار بيت المقدس)، ثم أضحى يسمى (ولاية سيناء) واستطاع الجيش المصري البطل أن يهزمه وأن يقلص وجوده تمامًا بعد تضحيات كبيرة.

 

2 – داعش فى ليبيا: والتنظيم (كان ولا يزال وإن بفاعلية أقل نتيجة بطولات الجيش الوطني الليبي وتضحياته وتصديه) كان التنظيم يضم نحو عشرة آلاف مقاتل فى منطقتى (سرت) و(درنة)، وأسس مع جماعات (أنصار الشريعة) ومجلس شورى شباب الإسلام، وبعض عناصر جماعة فجر ليبيا (الفرع الليبى للإخوان المسلمين) وبقايا “الجماعة الإسلامية المقاتلة”، شكلوا معًا تهديدًا أمنيًّا خطيرًا على حدود مصر الغربية، ورغم ضعفه الحالي إلا أن خطره لا يزال قائمًا!.

3– داعش فى تونس: وتنضوى تحت لواء تنظيم يسمى (عقبة بن نافع) وهو منشق عن تنظيم القاعدة فى تونس ويضم عدة مئات من المتطرفين الإسلاميين الذين قاتل بعضهم فى سوريا فى بدايات الأزمة السورية (مارس 2011م) ثم عادوا إلى تونس ليرتكبوا مذابح مروعة منها: حادث جبل الشعابينى، متحف باردوا، وحادث فندق (أمبيريال مرحبًا) بسوسة وغيرها.

4 – داعش فى الجزائر: وتنضوى تحت تنظيم (جند الخلافة) وثمة معاداة وطنية واسعة ضده خاصة بعد تجربة التسعينيات الدامية التى راح ضحية لها أكثر من مائة ألف جزائرى.

5 – داعش فى المغرب العربى: والتنظيم هنا جاء انشقاقًا عن التنظيم الأكبر (القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى) وداعش فى المغرب مثله مثل باقى فروع التنظيم فى المنطقة – لا يجد قبولًا أو ترحيبًا شعبيًّا.

6– داعش فى نيجيريا: ويمثله بوضوح وقوة تنظيم (بوكو حرام)، وهو تنظيم إرهابى بات يسيطر على حوالى 20% من مساحة نيجيريا التى تعد أكبر دولة إفريقية من حيث التعداد البشرى (177 مليون نسمة وأكبر دولة فى إنتاج النفط، ولقد بايع التنظيم خلال عام 2014م تنظيم الدولة الإسلامية فى بلاد الشام والعراق – داعش) وانضوى تحت لواء الخلافة الخاصة به، ويهدد هذا التنظيم دول الجوار.

7– داعش فى مالى: وهو ينضوى تحت لواء يسمى (الملثمون) ويعمل فى شمال مالى، وكان يقوده مختار بلمختار والذى يتردد أنه قتل بعد قيامه بعدة عمليات إرهابية وهدم للآثار الإسلامية.

8– داعش فى الصومال: وهو ينضوى تحت اسم (الشباب المجاهدين) فى الصومال وهى جماعة قديمة وسابقة على نشأة داعش فى بلاد الشام والعراق، ولكنها أعلنت عام 2014م مبايعتها لتنظيم داعش بقيادة البغدادى، ولقد هددت هذه الجماعة (كينيا) بعدة عمليات إرهابية وهى تحاول الوصول إلى أثيوبيا والبحر الأحمر والقوات المصرية هناك تحاول السيطرة على الموقف رغم العقبات الكثيرة.

9– داعش فى السودان: ويتردد أنها تتمركز فى إقليم دارفور ممثلة فى جماعات متطرفة صغيرة وأنها على تواصل مع بوكو حرام ومع الجماعات المسلحة فى ليبيا، وهى تحارب انطلاقًا من مصالح نفطية وعقائدية متطرفة. وتعمل في ظل الحرب الأهلية وفي ظل الانقسام الكبير في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.

10– جماعات داعشية صغيرة ومنتشرة: وهي موجودة فى بعض الدول الإفريقية منها دولة جنوب إفريقيا وفى موريتانيا وبوركينا فاسو، وإن كانت بلا تأثير فعال مثل الجماعات السابقة.

* هذه التنظيمات جميعًا وهذا الإرهاب القادم من إفريقيا يحتاج إلى بحث وتوثيق كاملين، دفاعًا عن أمتنا ووطننا العربي والإفريقي، ودفاعًا عن الأمن القومي المصري بالأساس.

عن الاسلام وطن

شاهد أيضاً

الإنسان خليفة الله في الأرض (32)

لما كان الإنسان جوهرة عقد المخلوقات وعجيبة العجائب، وقد جمع الله فيه كل حقائق الوجود …