أخبار عاجلة

براعم الإيمان من فيض الحنان (41)

الجو الإيماني النوراني داخل شقه الزوجية؛ من سماع للقرآن الكريم من وسائل الإعلام الصوتية أو المرئية خصوصًا الأصوات الحسنة، وكذا الأذان والقصائد الدينية تجعل جوًّا إيمانيًّا جميلًا داخل الشقة، لذا كان الصالحون يطلبون السكن بجوار المساجد إن استطاعوا ذلك…

المحاسب مصطفى فهيم

جوانب التربية في الإسلام
بقية: أولاً: التربية الإيمانية:

أحبابي براعم الإيمان:

ما زلنا مع التربية الايمانية وحديث سيد الخلق o: [أدبوا أولادكم على ثلاث خصال …] وتم ذكر [حب نبيكم] والحياة الإيمانية والتربية الإيمانية لا تكون إلا بحب النبي o.

قال تعالى: )قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ( [آل عمران: 31].

هذه المحبة التي تمكنت من قلب سيدنا عليٍّ كرم الله وجهه فنام في فراش النبي o، وهو يعلم علم اليقين أن الكفار يريدون أن يقتلوا سيدنا المصطفى o.

وتمكنت من قلب سيدنا أبي بكر الصديق فقال: يا رسول الله، أحب ثلاثًا: النظر إليك، والجلوس بين يديك، وإسباغ مالي عليك.

وما أعجب حب سيدنا أبي بكر الصديق للحبيب سيدنا محمد o، فقد علم في يوم من الأيام أن سيد الخلق o به بعض المرض، فذهب إليه سيدنا أبو بكر الصديق فحزن حزنًا شديدًا، حتى أنه مرض لمرض المصطفى o، ولما شفي النبي o من مرضه وعلم بمرض الصديق ذهب لزيارته والاطمئنان عليه، فلما رأى أبو بكر الصديق سيدنا المصطفى تهلل وجهه فرحًا بشفاء النبى o. فقال سيدنا أبو بكر الصديق:

مـرض الحـبـيـب فـعـدته

فمرضت من أسفي عليه

شـفـي الـحـبـيب فزارني

فشفيت مـن نـظري إلـيه

ورضى الله عن الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبي العزائم القائل:

لو قطرة مزجت بالحب واتصلت

بالقلب أشرق نورًا مشرقًا عالي

ونحن نعلم أن المحبة لسيد الخلق لا تكون إلا بعد العلم بأوصافه المحمدية وعلم مقاماته المصطفوية.

والسؤال هنا: كيف نزرع محبة سيد الخلق o في أبنائنا؟.

الجواب:

لكي يتم غرس محبه سيد الخلق في قلوب أبنائنا لا بد من محورين مهمين: محور عملي، ومحور علمي.

أولًا: المحور العملي:

1- لا بد أن نختار أمًّا صالحة لأبنائنا وكذلك أبًا صالحًا، وهذا يتم بالاختيار الدقيق كما أمرنا بذلك سيد الخلق o. فهو القائل: [تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس]، وهو القائل: [إياكم وخضراء الدمن]، قالوا: يا رسول الله، وما خضراء الدمن؟، قال: [المرأة الحسناء في المنبت السوء].

والمثل الشعبي يقول: “قبل ما تناسب حاسب”.

وقول سيد الخلق o: [المنبت السوء]. الإشارة هنا لضرورة السؤال عن أهل الزوجة وكذلك الزوج؛ لأن ممكن المرأة الحسناء أو الزوج يكون من أقاربهم تاجر للمخدرات، أو صاحب فكر (وهابي) فيكون هذا الضياع كله، وكذا ضرورة السؤال عن الزوج وأهله. قال o في الحديث: [إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير].

وهذا يدل على ضرورة اختبار الزوج: دينًا وخلقًا.

فأما الدين: فأن تجعل من يتقدم لابنتك محل اختبار، ومن الاختبار أن تجعله يصلى بك صلاة جهرية، وتسمع منه فاتحة الكتاب والآيات القرآنية التي بعدها.

وعندها تعلم جيدًا هل هو ذو دين أم لا، وكذا مناقشته في كيفية الغسل من الجنابة وغيرها.

وأما بخصوص الأخلاق: فهذا إشارة لضرورة وجود فترة كافيه قبل الزواج لاختباره خلقيًّا، وهي فترة الخطوبة.

2- سماع المولود الأذان في أذنه اليمنى، والإقامة في اليسرى، والعقيقة تجعل جهاز الاستقبال للقلب لدى الأبناء جهازًا سليمًا.

3- الطُّعمة الحلال في جوف الأبناء تجعل قلوب الأبناء أرضًا خصبة لبذر بذور محبة النبي العدنان، فالطعمة الحلال تجعل آراء الأبناء صحيحة وقلوبهم نقية. ومن ناحية أخرى الطعمة الحرام تقف حائل صد أمام غرس بذور محبة النبي العدنان o، فاللقمة الحرام تفسد القلب والعقل كما يفسد الخل العسل.

٤- أيضًا من المحور العملي لزرع محبه النبي العدنان في قلوب الأبناء: عدم وجود اضطرابات أسرية بين الزوج وزوجته أمام الأبناء، فإن جو السكينة والاطمئنان تجعل جهاز الاستقبال القلبي عند الأبناء جهازًا نقيًّا يستقبل كل جميل وكل خير، ويرفض القبيح.

5- الجو الإيماني النوراني داخل شقه الزوجية؛ من سماع للقرآن الكريم من وسائل الإعلام الصوتية أو المرئية خصوصًا الأصوات الحسنة، وكذا الأذان والقصائد الدينية تجعل جوًّا إيمانيًّا جميلًا داخل الشقة، لذا كان الصالحون يطلبون السكن بجوار المساجد إن استطاعوا ذلك.

6- أيضًا ضمن المحور العملي لزرع محبة سيدنا المصطفى في قلوب الأبناء: نزول الأبناء مع الوالدين للصلاة في المسجد، خصوصًا صلاة الجمعة، فهي الشعيرة الأسبوعية الكبرى التي يرى الأبناء خلال صلاة الجمعة الإمام وهو يصعد المنبر، فيتذكر الأبناء سيدنا المصطفى حال صعوده المنبر، وعندها يتعلم الأبناء كيف يدنو المصلون من الإمام لسماع الخطبة، كما يتذكر الأبناء سيدنا المصطفى وهو يخطب على جذع نخلة، ثم تم عمل المنبر لسيدنا المصطفى، وما حدث من بكاء لجذع النخلة لما وقف سيد الخلق على المنبر، وكيف نزل سيد الخلق من على المنبر جابرًا خاطر جذع النخلة واضعًا كفه الشريف عليه؛ حتى سكت الجذع عن البكاء، وخيَّره o بين أن يغرس وتكثر أوراقه وثمرہ، أو يكون في الجنة، فاختار الجذع الجنة عن الدنيا.

7- أيضًا من الجانب العملي: صحبة الأبناء لحضور موالد أهل البيت وأولياء الله الصالحين، فإنها علامة تشير بحسن الخاتمة، فهذا يجعل قلوب الأبناء تتلقى مطر الإيمان ومحبة سيدنا المصطفى o.

8- أيضًا من الجانب العملي لزرع محبة سيدنا المصطفى o في الأبناء: أن تسمع الأبناء القصص الدينية، فهذه القصص لها تأثير عظيم في تقويم سلوك الأبناء وتشكيل شخصيتهم، مثلًا قصة سيدنا المصطفى والغزالة، وسيدنا المصطفى والجمل، وغيرهما.

عن الاسلام وطن

شاهد أيضاً

الإنسان خليفة الله في الأرض (36)

لما كان الإنسان جوهرة عقد المخلوقات وعجيبة العجائب، وقد جمع الله فيه كل حقائق الوجود …