عندما ظهر الخلاف بين القبائل في قريش من له الشرف في وضع الحجر الأسعد وكادوا يقتتلون، فأشار عليهم أحدهم فقال: نحكم من يدخل من باب السلام. فدخل سيدنا المصطفى o، فقالوا: الصادق الأمين، رضينا بحكمه…
المحاسب مصطفى فهيم
أسئلة والإجابة عليها مهمة لبراعم الإيمان
بقية: أولاً: التربية الإيمانية:
بقية: كيف نزرع محبة سيد الخلق o في أبنائنا؟.
بقية: ثانيًا: المحور العلمي
9- علموا أولادكم أن أحواله o جمالٌ للقلوب، وأعماله نورٌ للعقول، وأخلاقه ضياء للسريرة، وأقواله هداية للأبدان.
10- علموا أولادكم أنه o هو أجمل الناس وأبهاهم، إنْ صمَتَ يعلوه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، هو أنضر الناس وأحسنهم قدرًا، ورضي الله عن سيدنا حسان بن ثابت الذي قال:
لـمـا نـظـرت إلـى أنـواره سـطــعــت
وضعت من خيفتي كفي على بصري
خوفًا على بصري من حسن صورته
فــلــسـت أنـظـره إلا عــلــى قـــدري
الأنوار مــن نـــوره في نوره غرقت
والـوجه مـثـل طـلـوع الشمس والقمر
روح مـــن الـنـور في جسم من القمر
كـحُلَّة نـسـجــت من الأنجـم الــزهــر
*يقول الامام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم متحدثًا عن سيدنا رسول الله o:
شمس لقد أشرقت بجمال طلعتها
من شام أنوارها منها لقد سـكرا
11- علموا أولادكم أن الله أقامه o مقام نفسه فقال U: )مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ( [النساء: 80]، وجعله الله o نائبًا عنه نيابة حقيقية في قوله تعالى: )يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ( [الفتح: 10].
12- علموا أولادكم أنه o إمام الأنبياء والمرسلين، والشفيع المشفع عند الهول الأكبر، وهو الشفيع عند الحساب للمذنبين.
13- علموا أولادكم أنه o نجاة لنا جميعًا من الأهوال الموقفية يوم القيامة، ولولاه o لتمنى كل واحد منا يوم القيامة أن يكون ترابًا.
14- علموا أولادكم أنه o هو الممد لجميع الرسل قبل ميلاده وكانت الرسل نوابًا عنه، وهو o الممد لورثته من أولياء الله المواجهين لشمسه المحمدية.
يقول سماحة الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم 0:
الـرســل مـن قـبـل الحبيب محمد
نــوابــه وهــو الحـبـيـب الــهادي
موسى وعيسى والخليل وغيرهم
يــرجــون مـنــه نــظــرة بــوداد
رغـــبــوا يــكــونــوا أمـة لمحمد
وبـحــبــه فـــازوا بــكــل مـــراد
15- علموا أولادكم أن الله سبحانه جمله o بجماله فقال في كتابه العزيز: )بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ( [التوبة: 128]، وکمله بكماله فقال I: )وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ( [القلم: 4]، وتجلى بجلاله فلا يقول العبد: لا إله إلا الله؛ إلا ويقول: سيدنا محمد رسول الله o.
16- علموا أولادكم أنه o هو الحبيب الذي قرب الله به كل حبيب، وهو o القريب الذي قرب الله به كل قريب.
17- علموا أولادكم أنه o وسیلة الوسائل، وهو o شفيع الشفعاء، وهو o غياثًا لجميع العالم يوم الفزع الأكبر.
18- علموا أولادكم أنه o زج به في الأنوار لعلو مكانه، وهو صاحب المقام العلي، ووقف جبريل ولم يزج به في الأنوار، يقول في ذلك حضره مولانا الإمام أبو العزائم:
وجبريل عند العرش حجب وقد رقى
مـرادك فــي أعـلـى مـقـام الحـظـيرة
19- علموا أولادكم أنه o جعلت قرة عينه في الصلاة، وهي تشمل صلاة الله عليه، وهي جميل وعظيم المثوبات والعطايا من الله له o، وصلاته منه إلى ربه، وهي الصلاة المكتوبة، فهو عبد الذات وللذات يصلي.
20- علموا أولادكم أنه o صاحب الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة، وصاحب المقام المحمود.
21- علموا أولادكم أنه o سيد ولد آدم يوم القيامة. عن أبي سعيد 0 قال: قال رسول الله o: [أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر] رواه الترمذي.
22- علموا أولادكم أنه o أعطي خمسًا لم يعطهن أحد قبله: فقد نصر بالرعب مسيرة شهر. وجعلت له الأرض مسجدًا، فأيما رجل من أمته أدركته الصلاة فليصل. وأحلت له الغنائم ولم تحل لأحد قبله. وكان کل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعث إلى الناس كافة. وأعطي الشفاعة.
23- علموا أولادكم أن الله سبحانه نادى كل نبي باسمه فقال: يا آدم ویا نوح ويا موسى، أما النبي o ناداه الله بيا أيها النبي، يا أيها الرسول؛ تعظيمًا له.
24- علموا أولادكم أن الله سبحانه لم يقسم بحياة أحد إلا النبي o، وقال سبحانه: )لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ( [الحجر: 72].
25- علموا أولادكم أن من جاء إلى النبي o وهو مؤمن ومصدق به يجد الله سبحانه غفورًا رحيمًا.
قال تعالى: )وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا( [النساء: 64].
26- علموا أولادكم أن الله سبحانه جعل طاعته o دليل على محبة الله تعالى، قال تعالی: )قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ( [آل عمران: 31].
27- علموا أولادكم أنه o هو نعمة الله سبحانه الكبرى والعظمى التي تفضل الله بها على جميع خلقه فألف بين قلوبهم.
28- علموا أولادكم أن سيد الخلق o إذا مشى لم يُرَ له أثر ظل، والعجيب أن العصا والعمامة إذا خلعهم o أصبح لهما ظل، قالوا: لحرمة وقوع ظله الشريف على الأرض، والبعض قال: لأنه o من نور والنور ليس له ظل، ويقول حضرة مولانا الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم:
“اللهم صل وسلم على من عجز الكل عن إدراك ظل صورته المحمدية”، وهذا أيضًا يذكرنا بالصورة المحمدية الكاملة في كل وقت وكل زمن والتي أشار إليها حضرة الإمام أبو العزائم قائلًا:
صور تجلت وهي هي لا غيرها
زيت الزجاجة عن مثال هـويتي
29- علموا أولادكم أن سيد الخلق o هو الصراط المستقيم فمن يطلب الصراط المستقيم، بقوله: )اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ( [الفاتحة: 6]، أي اجعلنا مرتبطين بهذا الصراط المستقيم، وهو حضرة النبي o في أقواله وأفعاله وأحواله، ومن هنا تكون الهداية به وله.
30- علموا أولادكم أن الله جعله o دليلًا عليه به سبحانه وواسطة بينه وبين خلقه. ومن أجله رفع قدر أنبيائه ورسله D.
31- علموا أولادكم أننا جميعًا نعجز أن نشكر سيدنا المصطفى o، وكيف نقوم بواجب شكره وكل فضل ونعمة وتوفيق وهداية وسعادة وبر وإيمان أفيض علينا وعمنا من محض فضله وعميم بره o، ولما عجزنا عن شكره o فإننا نطلب من الله ونسأله أن يجازى عنا سيدنا ومولانا محمد من خير ذاته خير ما جازى به نبیًّا رحيمًا شفوقًا بأمته.
32- علموا أولادكم أنه o يحب أمته حبًّا يفوق حب الوالدين الرحيمين، فهو رحيم بنا شفوق علينا؛ قال تعالى: )بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ( [التوبة: 128].
33- علموا أولادكم أنه o هو الروح التي سرت في أجسامنا فأحيتنا الحياة الطيبة. فلما سری نور سيدنا المصطفى في أسماعنا سمعنا كلام الله سبحانه، ولما سرى نوره في أبصارنا شهدنا جمال رب العالمين، ولما سرى نوره في قلوبنا فقهنا العلوم والأسرار فاطمأنت وسكنت.
34- علموا أولادكم أنه o لم تؤتَ البشرية بجانب عقله o إلا كحبة رمل إلى جميع رمال الدنيا، فهو أرجح الناس عقلًا، وقد ظهر رجاحة عقل سيد الخلق o في الآتي:
– عندما ظهر الخلاف بين القبائل في قريش من له الشرف في وضع الحجر الأسعد وكادوا يقتتلون، فأشار عليهم أحدهم فقال: نحكم من يدخل من باب السلام. فدخل سيدنا المصطفى o، فقالوا: الصادق الأمين، رضينا بحكمه. ماذا فعل o لحل هذه المشكلة قال لهم: [أحضروا لي ثوبًا] فجاءوا به فوضع o الحجر الأسعد في منتصف الثوب وأمر كل قبيلة أن تحمل الثوب من جهة حتى لما اقتربوا من الكعبة المشرفة حمل النبي o الحجر ووضعه في مكانه المعروف، فأصبح حجرًا أسعد لما حمله النبي o.
– عندما تنافس الناس في المدينة من يكون له شرف ضيافة النبي o عنده، ماذا فعل سيد الخلق؟ قال لهم: [اتركوا الناقة فإنها مأمورة]، فانتهى التنافس بن القبائل تمامًا ناظرين للناقة أين تجلس.
وغيرهما.
مجلة الإسلام وطن موقع مشيخة الطريقة العزمية