أخبار عاجلة

ماذا لو هدمت إسرائيل المسجد الأقصى؟!

وفقًا لجمال حمدان: إن سيناء هى مصر الصغرى؛ لأنه طبواغرافيًّا ومناخيًّا وجيولوجيًّا تشبه صحراء مصر الشرقية. ثم يتناول – في الفصل العاشر من موسوعته الفذة وفي كتابه المهم (سيناء) – النباتات والمناخ والتضاريس التى تبعد كل البعد عن مثلها فى الجزيرة العربية..

د. رفعت سيد أحمد

قبل شهور مضت وفي الأيام التالية لعيد الفطر المبارك لهذا العام (2025م) وإسرائيل تضيق على أهل القدس فيما يتصل بالمسجد الأقصى الصلاة فيه وخاصة بعد (طوفان الأقصى).

وأيضًا منذ شهور مضت مرت ذكرى حريق المسجد الأقصى.. تلك الذكرى التي تقول: إن متطرفًا إسرائيليًّا من أصل أسترالي هو دنيس مايكل روهان، بتاريخ ٢١ أغسطس ١٩٦٩م، قام بالدخول من باب الغوانمة وإشعال النار في المصلّى القبلي، وقد شبّ الحريق في الجانب الشرقي من المصلّى القبلي، وقضت ألسنة اللهب على واجهات الأقصى والكثير من الزخارف، ومحتويات المسجد من مصاحف وأثاث خشبي، وقد تضرّر البناء، كما أتى الحريق على منبر صلاح الدين الذي أحضره من مدينة حلب بعد استعادة القدس من الفرنجة أثناء ما عرف بالحروب الصليبية .

وعلى إثر ذلك كانت دعوة بمبادرة من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لأوّل قمّة إسلاميّة انعقدت وانبثقت منها منظّمة المؤتمر الإسلامي، واسمها الحالي: (منظّمة التعاون الإسلامي) ولها مؤسّسات منها لجنة القدس التي يتبعها (وكالة بيت مال القدس).

أولًا: بداية نسأل ما هو (المسجد الأقصى) قيمة وجغرافيا وتاريخ؟ إن ٱلْمَسْجِدُ ٱلْأَقْصَى أحد أكبر مساجد العالم، وأحد المساجد الثلاثة التي يشد المسلمون الرحال إليها، كما قال نبي الإسلام سيدنا محمد o؛ وهو أيضًا أولى القبلتين في الإسلام. يقع داخل البلدة القديمة بالقدس في فلسطين. وهو كامل المنطقة المحاطة بالسور واسم لكل ما هو داخل سور المسجد الأقصى الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من البلدة القديمة المسورة.

تبلغ مساحته قرابة 144000 متر مربع، ويشمل قبة الصخرة والمسجد القِبْلي والمصلى المرواني ومصلى باب الرحمة، وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلمًا. ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تُسمى «هضبة موريا»، وتعد الصخرة أعلى نقطة فيه، وتقع في قلبه.

ذُكر المسجد الأقصى في القرآن: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء:1].

ثانيًا: اليوم (2025م) لا تمر لحظة إلا وهناك الكثير من المفاجأت والأحداث تقع في محيط المسجد الأقصى.. ودائمًا هو محورها أو ميدانها.. ترى ما السر الكبير الذي يقف خلف هذا التاريخ الجديد الذي يكتبه (الأقصى) كل يوم في فلسطين المحتلة؟ الأمر ليس فقط أمر قداسة تاريخية وحقوق ثابتة في كل المراجع العالمية حول إسلاميته وعروبته. ولكنه – في تقديرنا – الأمر والتكليف الإلهي بالحفاظ عليه واعتبار ذلك من شروط الإسلام الصحيح.. وبالمقابل تدعي الكتابات الصهيونية المتطرفة زعمًا بيهودية المسجد وبوجود مزعوم لهيكل سليمان تحته ومن ثم يواصلون العدوان بأشكال وأدوات إجرامية متعددة إلا أن التاريخ يكذب تلك الدعاوي الإسرائيلية المتطرفة ويؤكد علي عروبة القدس وإسلامية مقدساتها.

 

وفي هذه الأجواء ذكرت الأوقاف الإسلامية في القدس، أنّ ساحات المسجد الأقصى شهدت خلال الشهور الماضية اقتحامات لمجموعات متتالية من المستوطنين من جهة باب المغاربة، أدوا خلالها طقوسًا تلمودية، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وساحاته، واستمعوا لشروحات مزورة حول هيكلهم المزعوم.

هذا ويشار إلى أنّ آلاف المستوطنين المتطرفين اقتحموا المسجد الأقصى عدة مرات بقيادة (إيتمار بن غفير، الذي ولد في 6 مايو 1976م. وهو سياسي ومحامِ يميني متطرف إسرائيلي، يشغل منصب وزير الأمن القومي الإسرائيلي منذ 29 ديسمبر 2022 حتى 2025م، عندما غادر هو وحزبه الحكومة الائتلافية احتجاجًا على تبادل الأسرى الإسرائيليين الفلسطينيين، وهو زعيم حزب أوتزما يهوديت “القوة اليهودية”، معادٍ للعرب) اقتحموا بحجة إحياء ذكرى “خراب الهيكل”، وسط اعتداءات واستفزازات واعتقالات في صفوف المرابطين والصحافيين.

ومنذ الحريق قبل 54 عامًا والمسجد الأقصى يتعرض بشكل شبه يومي لاقتحامات المستوطنين على فترتين صباحية ومسائية، باستثناء يومي الجمعة والسبت، وتزداد كثافة تلك الاقتحامات في الأعياد والمناسبات اليهودية، في محاولة احتلالية لفرض التقسيم الزماني في الأقصى.

ثالثًا: إن المتطرفين الإسرائيليين ظلوا يحاولون منذ 1948م وحتى اليوم 2025م إثبات – كما قلنا – مزاعمهم بوجود (هيكل سليمان) تحت المسجد الأقصى وبالتالي يشرعون بضرورة هدم المسجد.. لكن كل الحفريات التي قاموا بها لم تجد هذا الهيكل المزعوم بل وجدت أثارًا عربية وإسلامية.

وهنا نعود إلى التاريخ الإسلامي الذي يحدثنا فيقول: إن العلاقة المباشرة للنبي محمد o وأتباعه بالمسجد الأقصى، بدأت منذ ليلة الإسراء والمعراج، في السابع والعشرين من رجب قبل عام من هجرته o، فإلى هذا المسجد كان الإسراء بهذا النبي الخاتم، ومنه كان معراجه إلى السماء، وحتى 16 شهرًا بعد الهجرة، وعده الرسول o أحد ثلاثة مساجد كبرى فى الإسلام، لا تشد الرحال إلا إليها؛ لشأنها الخاص، فقد بدأت رحلة المعراج من فوق الصخرة المقدسة بالمسجد نفسه.

روى البخاري ومسلم وأحمد أن النبي o قال: [لما كذبتني قريش حين أسرى بي إلى (بيت المقدس) نمت في الحِجر، فجلى الله لي (بيت المقدس) فطفقت أخبرهم عن آياته، وأنا أنظر إليه]. ويشتمل صحيح البخاري على فصل بعنوان (باب مسجد بيت المقدس)، ويحدثنا التاريخ بأن أبا بكر طلب من النبي أن يصف له بيت المقدس، إذ سبق لأبى بكر أن زاره في أسفاره إلى الشام قبل بعثة الرسول، فكان الوصف دقيقًا وغاية في العمق والعلم والإحاطة.

رابعًا: إن الواقع الحالي للقدس والأقصى في عام 2025م وبعد (طوفان الأقصى)؛ تؤكد أن ثمة مؤامرات خطيرة قادمة تستهدف هدم المسجد تحت دعاوي متطرفة.. وهي مؤامرات، تقل لنا أن الأقصى في خطر حقيقي، وأنه قد دخل دائرة التدمير الجهنمي وفقًا للأساطير اليهودية الكاذبة منذ سفر (أشعيا) حتى اليوم… تري ماذا نحن فاعلون كـ (أمة عربية وإسلامية) لو أصبحنا فوجدنا إسرائيل قد هدمت المسجد الأقصى؟ هل نكتفي كما هي العادة ببيانات الشجب والإدانة؟ سؤال يرسمنا جميعًا.

عن الاسلام وطن

شاهد أيضاً

الإنسان خليفة الله في الأرض (36)

لما كان الإنسان جوهرة عقد المخلوقات وعجيبة العجائب، وقد جمع الله فيه كل حقائق الوجود …