أخبار عاجلة

إذا الشعب يومًا أراد الممات.. فلا بد أن يستجيب القدر!!

لقد أصبحنا شعوبًا مصابة بداء الجمود الفكري، تجمدت أفكارنا وتوقفنا عن البحث والتطوير، اكتفينا بما تركه لنا الأجداد، ولم نبذل أي مجهود يذكر في البناء عليه…

السيد علاء أبو العزائم

شيخ الطريقة العزمية

ورئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية

إذا الشعب يومًا أراد الممات.. فلا بد أن يستجيب القدر!!

 

على مدار عقود شغلني “المحراث البلدي”، وكلما نظرت إليه أو فكرت فيه، تذكرت خيبة أمتنا.

 

المحراث الذي ظهر في الحضارة المصرية منذ أكثر من 7000 سنة، علامة واضحة على مدى تخلفنا وعدم جديتنا في التطوير.

 

رغم أن المصري القديم اخترع هذا المحراث لتسهيل عملية تقليب التربة وتسريع عملية الزراعة؛ إلا أن العقول تجمدت طيلة 7 آلاف سنة، ولم تفكر في تطويره.

 

لم يفكر أحد في أي إضافة للمحراث، سواء لزيادة كفاءته أو تسريعه، ولم يفكر حتى في إكسابه شكلًا جماليًّا؛ حتى اقتنصه منا الغرب، وقام بتطويره واستبدل العجل بعربة ثم بجرار، وزاد في عدد أسنانه وسرعته؛ حتى وصل لشكله العصري.

 

لقد أصبحنا شعوبًا مصابة بداء الجمود الفكري، تجمدت أفكارنا وتوقفنا عن البحث والتطوير، اكتفينا بما تركه لنا الأجداد، ولم نبذل أي مجهود يذكر في البناء عليه.

 

في المقابل، نجد أن الغرب اقتنصوا ما تركه أجدادنا وطوروه مرارًا، فلقد وجدوا أن الحمار والحصان يبطئان عملية الحركة، فاخترعوا العجلة، ولما وجدوها بطيئة اخترعوا الدراجة البخارية، ثم مع الحاجة لمزيد من السرعة اخترعوا السيارة، ثم المنطاد وطوروه؛ حتى وصلوا للطائرة، وأخيرًا المكوك الفضائي.

 

ذات يوم قال الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي:

إِذا الشَّعْبُ يومًا أرادَ الحياةَ *** فــــلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ

ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلـــــــــي *** ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِـــــــرْ

 

وفي المقابل أقول:

إِذا الشَّعْبُ يومًا أرادَ الممات *** فــــلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ

ولا بُدَّ للَّيْلِ ألَّا ينجلــــــــــــي *** ولا بُدَّ للقيدِ ألَّا يَنْكَسِـــــــرْ

 

وهذا حالنا، فالأمة الإسلامية اليوم هي أمة ميتة، والمسلمون موتى تأخر دفنهم، وكل منهم في انتظار تصريح الدفن، فإذا ما أخذه، سيقوم بنفسه ليغتسل، ويكفِّن نفسه، ويسير إلى القبر فيحفره، ثم ينام فيه، منتظرًا نفاذ أمر الله.

 

وقد أجاد الشابي في نفس القصيدة حين عبر بأن الميت ليس له مكان في عالمنا، فقال:

 

أُباركُ في النَّاسِ أهلَ الطُّموحِ *** ومَن يَسْتَلِذُّ ركوبَ الخطـــــــرْ

وأَلعنُ مَنْ لا يماشي الزَّمــــانَ *** ويقنعُ بالعيشِ عيشِ الحـجــرْ

هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَـــــاةَ *** ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُــــــــــرْ

فلا الأُفقُ يَحْضُنُ ميتَ الطُّيورِ *** ولا النَّحْلُ يلثِمُ ميْتَ الزَّهَــــــرْ

 

====================

لماذا أعتبر المسلمين موتى وهم أحياء؟

====================

 

ربما يعترض البعض على وصفي للمسلمين بأنهم “موتى تأخر دفنهم”، ويقول: لماذا نعتَّهم بذلك؟.

الإجابة طويلة، سنحاول إيجازها فيما يلي:

 

===============

1- أمة بلا إرادة سياسية:

===============

 

في الوقت المعاصر، أصبح المسلمون بلا إرادة ولا قرار سياسي، فهم تابعون للمعسكر الشرقي أو الغربي، سائرون في الركاب الأمريكي، أو الركاب الروسي / الصيني.

 

ليس لهم قرار مستقل، فهم يسيرون خلف قادتهم من الدول الغربية، وينفذون تعليماتهم دون أي اعتبار لوحدة الجسد الإسلامي.

فترى دولة إسلامية تشارك في ضرب دولة إسلامية أخرى من أجل أن ترضى عنها أمريكا.

 

وترى دولة تستضيف قواعد عسكرية لأعدائها، من أجل أن يمنُّوا عليها بالحماية.

 

وترى دولة ترعى الإرهاب وتخرب الدول الإسلامية الأخرى خدمة للصهاينة.

 

إذن، نحن أمام أمة ميتة سياسيًّا.

 

===============

2- أمة تابعة اقتصاديًّا:

===============

 

ماذا ينتج المسلمون؟ هل يكتفون ذاتيًّا من طعامهم وسلعهم الرئيسة؟.. بالطبع لا.

 

فالأمة الإسلامية عالة على الأمم، تستورد غذاءها من أعدائها، ودواءها من أعدائها، وحتى سلاحها من أعدائها.

 

فهي أمة تابعة اقتصاديًّا، لو فكر أعداؤها في القضاء عليها ما استلزم ذلك أكثر من قرار بوقف تصدير السلعة الفلانية أو الدواء الفلاني.

 

تخيل معي لو أن أعداءنا منعوا تصدير الأنسولين للدول الإسلامية، سنجد أن عشرت أو مئات الملايين من المسلمين سيموتون خلال عدة أيام.

 

إذن، نحن أمام أمة ميتة اقتصاديًّا.

 

===============

3- أمة بلا حماية عسكرية:

===============

 

منذ عدة عقود، كان لدى الأمة الإسلامية مجموعة من الجيوش النظامية القوية، في العراق وسوريا ومصر، تليها الجزائر واليمن والسودان وليبيا.

 

وكان لدينا دول نووية مثل باكستان، أو شبه نووية مثل إيران.

 

لكن الوضع الحالي أصبح صعبًا على الجميع، فتم تدمير الجيش العراقي، وتمزيق الجيش السوري، وتحييد الجيش الجزائري بالصراعات الداخلية، وتقسيم الجيشين اليمني والسوداني للاقتتال فيما بينهما، وتم سرقة أسلحة الجيش الليبي.

 

الجيش الباكستان تم تقييد قدراته بالأزمات الاقتصادية التي جعلته تابعًا لمن ينقذ اقتصاده، وإيران قدراتها العسكرية مُضيَّق عليها وقواتها مستنزفة في حروب الوكالة في اليمن وسوريا وغيرها من الدول العربية.

 

لم يبق إلا الجيش المصري، وهو جيش يتآمر عليه الجميع: من الداخل، ومن الأمة الإسلامية، ومن أعداء المسلمين، فنسأل الله له السلامة.

 

من ثم إذا فكرت أمريكا في ضرب أفغانستان، أو العراق، أو سوريا، أو اليمن، أو فكر الصهاينة في إبادة الفلسطينيين، لا يتحرك أحد.

 

لذلك نجد أن الدول الإسلامية تتساقط تباعًا ولا تحرك ساكنًا.

 

إذن، نحن أمام أمة ميتة عسكريًّا.

 

===============

4- أمة منتهكة ثقافيًّا واجتماعيًّا:

===============

 

عاداتنا وتقاليدنا وتعاليم دينننا أصبحت اليوم تنتهك ولا يتم الالتزام بها، وذلك بسبب حرب ثقافية كبرى شنها الغرب على شبابنا أفقدته الكثير من قيمنا.

 

لقد جرى تشويه رجال الدين والتشكيك في الثوابت الدينية والمجتمعية من قبل التيارات العلمانية والنسوية والحقوقية التي تطالب بحقوق الشواذ والأفكار الهدامة.

 

أصبح الشباب في حيرة، واختلط الحلال بالحرام، لذلك نجد الكثير من الشباب لا يعرف شيئًا عن دينه، وبعضهم يسأل أسئلة من المفترض ألَّا تُسأل، كسؤال بعض الفتيات عن جواز الزواج من كتابي، ورغبة بعضهن في المساواة في الميراث، دون أي اعتبار للأوامر والنواهي الدينية.

 

وفي هذا السياق جرى تسويق مجموعة من المنحرفين والمنحرفات، وتصديرهم في صورة قدوة للمجتمع، فترى بعض مشاهير الفنانين وبعض مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي اليوم، إما مطلقين خربوا بيوتهم بأزمات ومشاكل يستعرضونها على المجتمع، ويقلبون الرجل والمرأة على بعضهم البعض، أو أبناء ولدوا من غير زواج، أو أبناء امرأة مسلمة ورجل كتابي، أو لهم جذور يهودية كالجد أو الجدة.

 

كما نجد منهم من ينكر أولاده، ومن يعلن عقوقه لوالديه، ومن يجاهر بالزنا أو الشذوذ أو المساكنة بين الرجل والمرأة، ويدعو لها، وهناك من يروج لأنواع زواج ما أنزل الله بها من سلطان كالزواج الشفاهي، وزواج التجربة، وغيرها من الأشياء التي تنتهك معالم ديننا وقيم مجتمعاتنا.

 

رجال الدين صمتوا عن مواجهة هذه الأفكار، ورجال السياسة تغاضوا عنها، ورجال الفن روَّجوا لها، ورجال الثقافة أباحوها بحجة أنها حرية فكر ورأي، وتاه الشباب بين هؤلاء وأولئك، وأصبح الرجل لا يستطيع أن يمسك زمام بيته؛ لأن إمساكه كالقبض على جمر لا تهدأ نيرانه.

 

لذلك، أصبح الترويج لأفكار مناهضة للدين أمرًا سهلًا، ولو فكر الدَّجَّال الأكبر في الخروج الآن، لوجد من أبناء المسلمين من سيتعاطف معه ويؤيده ويدافع عنه؛ لأن العقول أصبحت مهيئة لتلقي الأفكار الهدامة، وتم نزع الفطرة السلمية والتعاليم الدينية منها، وقد ساعدت المؤسسات الدينية في ذلك من خلال تقصير الجرعة الدينية التي تقدم للشباب، من خلال تقليل وقت خطبة الجمعة، التي أصبحت لا تستوفي موضوعًا متكاملًا، أو من خلال تقليل الموضوعات الدينية في الصحف، والبرامج الدينية في القنوات الفضائية، مع إتاحة المجال لأصحاب الفكر المتطرف في فرض وجهات نظرهم على القنوات الممولة، فنفروا الشباب من دينهم، وأصبح الشباب ما بين التطرف والتحرر، فاختار التحرر؛ لأنه أقرب لطيش الشباب من التزمت السلفي الفج.

 

إذن، نحن أمام أمة مفككة مجتمعيًّا، ومخترقة ثقافيًّا ودينيًّا، فهي أمة ميتة.

 

===============

كيف نحيي الأمة من جديد؟

===============

 

لكي نحيي هذه الأمة مرة أخرى علينا أن نسير في عدة طرق في نفس الوقت، هي:

 

===============

1- كسر الجمود الفكري:

===============

 

لكي تحيا هذه الأمة عليها أن تتخلى عن الجمود الفكري الذي أصابها على مدار تاريخها، وازداد في القرون الأخيرة.

 

فمع إغلاق باب الاجتهاد الفقهي، تصورت الأمة أنه تم إغلاق جميع ضروب العلم، وهذا خطأ، فالعلم بحاجة للتطوير طالما على الأرض إنسان يعيش.

 

لا بد أن نطلق المجال لتطوير جميع العلوم الدينية والدنيوية، وأن نحفز الباحثين، وندعم البحث العلمي بشتى الطرق، وأن ننشر روح الابتكار والاكتشاف والاختراع، ونكرم العلماء ونعطيهم حقهم؛ حتى يقلدهم الأطفال.

 

فطالما أننا نكرم الراقصين والفنانين واللاعبين، سيتمنى الأطفال أن يكونوا مثلهم، وهذا خلل واضح لا بد من إصلاحه.

 

===============

2- العمل على التحرر الوطني:

===============

لا بد للأمة الإسلامية أن تتحرر وطنيًّا من التبعية السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية لأعدائها.

 

علينا أن نكتفي ذاتيًّا من كل شيء نحتاج إليه، حيث يعتبر الإسلام كل ما يحتاجه المسلمون لتسهيل سبل حياتهم من فروض الكفاية، فلو احتاج المسلمون لصناعة إبرة ولم يوجد بينهم من يحسن صناعتها فكل المسلمون آثمون، وليس فرض الكفاية أن يوجد الرجل الذي يعرف الصناعة بل أن توجد المجموعة التي تغطى احتياجات الأمة؛ لذلك قال الإمام الغزالي: (لو كان عند غير المسلمين علم أو اختراع ليس عند المسلمين أحسن منه وأفضل؛ فإن المسلمين آثمون محاسبون على تقصيرهم).

 

===============

3- نشر التصوف:

===============

 

لما فقد بعض الشباب دينهم وقيمهم بسبب وضعهم بين مطرقة التطرف وسندان التحرر، فإن التصوف هو الأمل الوحيد لإنقاذهم من ذلك الوضع.

 

التصوف منهجم متكامل عقليًّا وروحيًّا وبدنيًّا، يصلح لأن ينتج لنا أشخاصًا أسوياء متمسكين بدينهم وفاعلين في مجتمعهم.

 

لذلك على الحكومات الإسلامية أن تترك المجال مفتوحًا للصوفية لإنقاذ الشباب من هذه الهجمة الثقافية القوية، التي إن لم نتصدَ لها الآن، فستحتاج إلى قرون عدة للإنقاذ؛ لأن مجتمعنا سيصبح صورة من المجتمعات الغربية البعيدة كل البعد عن الدين والقيم والمثل.

 

===============

4- تقديم أهل البيت:

===============

 

بعد انتقال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى – وقد كان صلى الله عليه وآله وسلم رمز الوحدة الإسلامية – أصبح كل إمام من أئمة أهل البيت في عصره أو وقته هو رمز الوحدة الإسلامية.

 

أئمة أهل البيت هم روح هذه الأمة، وقلبها النابض، وضميرها الحي، فإذا كنا نبحث عن طريقة لإحياء أمة ميتة، فلا بد أن نقدمهم كقدوة، ونطبق علومهم وتوجيهاتهم، فإن الله أبقاهم في هذه الأمة لإبقائها حية، وهي حية ما دامت معهم، وميتة إذا تركتهم.

واعلموا أن كل تخلف وتدهور وهزيمة وخذلان وفساد وضياع مرت به هذه الأمة، هو بسبب بعدها عن أئمة أهل البيت، فمن تخلف عنهم هلك، كما نص حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن كان معهم نجا وفاز.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما مثلي ومثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، مَن ركبها نجى، ومَن تخلَّف عنها غرق).

 

بدلًا من تقديم قدوات ناقصة في جوانب الشخصية الإنسانية، على المسلمين تقديم أئمة أهل البيت الذي طهَّرهم الله من الرجس، وجمَّلهم بالكمال في الخَلق والخُلق، فالولاء لهم هو تمسك بحبل الله الممدود بين السماء والأرض، وقد أمركم الله أن تتمسكوا بحبله؛ حتى لا تتفرقوا.

 

===================

كيف نعيد مجد الأمة الإسلامية؟

===================

 

بعد أن نحيي هذه الأمة من موتتها، ونوقظها من رقدتها، علينا أن نهرول سريعًا لاستعادة مجدها الضائع، وهذا المجد لن يعود إلا بما حدده لنا خاتم الورَّاث المحمديين الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم رضي الله عنه، صاحب هذا الزمان، الذي حدد لنا علاج جميع الأمراض التي اعترت الأمة في هذا العصر.

 

لقد أملى الإمام المجدد كتابه (وسائل نيل المجد الإسلامي) وفيه حدد الطريق لاستعادة المجد الإسلامي من خلال ست وسائل:

 

– الوسيلة الأولى (الرجوع إلى الله): والتي تحدث عنها الإمام من خلال محورين: إقامة الحدود، ونصرة الحق.

 

– الوسيلة الثانية (الرجال العاملون): حيث بيَّن أن الأمة يجب عليها أن تبحث عن القائد الحكيم المصلح، وبيَّن خِصَال الزعماء المصلحين الذين يعيدون للأمة مجدها، وبيَّن أخلاق الولاة فى عهد السلف الصالح؛ لتكون نبراسًا للولاة من بعدهم.

 

– الوسيلة الثالثة (عودة الخلافة الإسلامية): حيث بيَّن الإمام الواجب على الخليفة، وعرَّف الإمامة، والواجب للإمام الأعظم على كل فرد من أفراد المسلمين وعلى جماعتهم، ووجوب طاعة الأمير، وأن الإمام لا يكون إلا واحدًا شرعًا، وأن طاعته واجبة ما دام عاملًا بالكتاب والسنة، ثم كشف الستار عن الدسائس التى يدسها الشيطان لتفرقة أهل الإيمان، وبيَّن أن الإصرار شر الآراء، وأن الرجوع إلى الحق أحق، وأن اليقظة بشير النصر، وأن طالب الحق لا ييأس من نيله، ثم ختم الحديث بكلامه عن الإسلام والسياسة.

– الوسيلة الرابعة (العدل والحرية): حيث بيَّن رضي الله عنه أنه ليس المَلِك من مَلَكَ الأجسام، وأن العدل أساس الملك، وأن الملك لا يدوم مع الظلم، وأن القرآن هو الدستور الحق الذى يملأ الأرض بالعدل، ثم تناول الحرية الحقة وأثرها فى النفوس البشرية، وبم تُنال، وبيَّن أن الظلم مرتعه وخيم، وبيَّن رحمة المسلمين بأهل ذمتهم.

 

– الوسيلة الخامسة (العلم والعمل): بيَّن الإمام أن الإسلام هو دين العلم والعمل، وأن كل المخترعات كانت بالإسلام وبعده، وبيَّن حال المجتمع الإنسانى قبل الإسلام، وأثر الإسلام على تقدم الإنسانية، وفضل الإسلام على أوربا وأمريكا، وأن أوربا تركت دينها فتقدمت، وتركنا نحن ديننا فتأخرنا، وما هى الفائدة الدينية من تعليم العلوم العصرية، وأن أوربا تفوقت على الجاهلية الأولى.

 

– الوسيلة السادسة (اللغة العربية): حيث بيَّن رضي الله عنه أن شرف اللغة العربية بالقرآن، ودعا الإمام المسلمين جميعًا إلى تعميم اللغة العربية، وبيَّن فوائد ذلك للأمة الإسلامية خاصة، وللمجتمع الإنسانى عامة.

 

وباستقراء هذه الوسائل، نجد أن الإمام المجدد رضي الله عنه قد وضع إطارًا عامًّا للوسائل التى بها يعود المجد الإسلامى كما كان فى عهد السلف الصالح رضي الله عنهم، ووضع علاجًا ناجعًا لأمراض المسلمين فى هذا العصر، وبصَّرنا بنوايا أعدائنا وأساليبهم، وطالبنا أن نقوم من نومة الغفلة ورقدة الجهالة.

 

==============

من سيتولى التنفيذ؟

==============

 

آفتنا المعاصرة هي انتظار أن تقوم الحكومات بكل شيء من منطلق أبوي، وهذا خاطئ، فالشعوب هي التي تغير لا الحكومات، وهي التي تنهض لا الحكومات، فلا يستطيع حاكم أن يغير شعب، لكن الشعب يستطيع أن يغير الحاكم ويدفعه لقيادة نهضته.

 

لذلك على الشعوب الإسلامية أن تلتزم بتعاليم أئمة أهل البيت، وتتخذها نبراسًا للنهوض والتقدم، وأن تقوم بثورة نهضوية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية؛ حتى يكتب لها الله الحياة من موتها.

 

والله أسأل أن يسر أعيننا بنهضة هذه الأمة، وأن تكون نهضة سريعة؛ لأن موتها طال، وكلما طال احتاج وقتًا أطول في الإحياء، وتكالب علينا الأعداء، وأفسدوا شبابنا جيلًا بعد جيل، فنسأل الله السلامة.

 

هذه دعوة للموتى: أن قوموا إلى الحياة.. ودعوة للنائمين: أن استيقظوا.. ودعوة لأمة جدي صلى الله عليه وآله وسلم لنيل مجدها الضائع.. فاللهم تولاهم بولايتك وعطفك.

 

وصلى الله على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى آله وسلم.

عن الاسلام وطن

شاهد أيضاً

قيام الساعة ليس هو يوم القيامة!!

الساعة تقوم على أحياء فتميتهم ويدفنون تحت ثرى الأرض وتعني زوال الدنيا وفناءها، بينما تكون …