– الاحتفال بذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
– في ذكرى ميلاد الإمام الحسين عليه السلام
احتفال الاتحاد العالمي للطرق الصوفية بمشاركة الطريقة العزمية
بذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
أقام الاتحاد العالمي للطرق للصوفية احتفالاً بذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، تحت رعاية رئيسه سماحة السيد علاء الدين ماضي أبي العزائم، يوم الجمعة 5 رجب 1444هـ، الموافق 27 يناير 2023م، بمشاركة الطريقة العزمية، وحضور سماحة السيد أحمد علاء أبي العزائم نائب عام الطريقة العزمية.
بدأ الاحتفال بكلمة من سماحة رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية وشيخ الطريقة العزمية السيد علاء أبي العزائم تحدث فيها عن ضرورة التخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة: الصدقة والأمانة.
وحذر سماحته من استبطاء الرزق بارتكاب المعاصي، مبشرًا كل من ينفق في سبيل الله بطول عمره وكثرة رزقه.
وطالب سماحته إخوان آل العزائم بالتكافل فيما بينهم: حتى تمر هذه الظروف الصعبة على العالم أجمع، مؤكدًا أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العالم سببها خدعة الصهاينة للعالم بفيروس كورونا، والذي أدى بدوره إلى إسقاط الاقتصاد العالمي وخلق المزيد من الأزمات.
وطالب سماحته بنشر الوعي بين الناس، وأن يتحول أبناء الطريقة العزمية من جماعة صالحة لجماعة صالحة مصلحة، وأن يكون كل واحد منهم قدوة في محيطه؛ حتى يقتدي الناس به.
وحث سماحته المصريين على مساعدة الدولة في أزمتها، عن طريق المساهمة في سداد ديون مصر؛ حتى تخرج مصر من أزمتها الاقتصادية الحالية.
وأعلن سماحته عن تبرعه بما قيمته 200 دولار عن نفسه و200 دولار عن كل فرد من أسرته دعمًا لمصر.
وختامًا حذر سماحته من خطر الزيادة السكانية، وما سيترتب عليها من تطبيق اتفاقية سيداو لتقليل الإنجاب؛ من خلال نشر الشذوذ الجنسي والعلاقات المحرمة، وطالب بعدم ترك الهاتف المحمول مع الأطفال أكثر من ساعة يوميًّا، وأن يكون تحت رقابة الوالدين؛ حتى يتم حمايتهم من هذه الأفكار المخالفة للفطرة السوية.
وتحدث الأستاذ السيد شبل عن صاحبة الذكرى السيدة فاطمة الزهراء عليها سلام الله، مبينًا خصائصها وفضائلها، عارضًا أسباب وأدلة تفضيلها على نساء العالمين قاطبة.
وأعقبت كلمته بتجديد البيعة لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، على يد الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبي العزائم، في شخص خليفته الإمام القائم سماحة السيد علاء أبي العزائم.
وختم الحفل بفقرة من إنشاد قصائد الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبي العزائم من الفرقة العزمية للإنشاد الديني، بقيادة الشيخ محمد حسنين.
========================
في ذكرى ميلاد الإمام الحسين عليه السلام
إذا كانَتْ الحِكْمَةُ رَحْمَةً، والأَمْنُ رَحْمَةً، فإنَّ الصَّبْرَ هو رَحْمَةُ الرَّحَمَاتِ. ولقد أُوتِيَتِ السَّيِّدَةُ الزَّهْرَاءُ عليها السلام من رِضَا اللهِ ما احتَوَى كُلَّ رحمةٍ ربَّانِيَّةٍ، تَشْحَذُ الفِكْرَ، وتُضِىءُ الوِجْدَانَ، وتَعْلُو بمَقَامِهَا فى العالينَ فوقَ كُلِّ مَقَامٍ.
وعندما أَطْبَقَتْ إليها فى (أُحُدٍ) الفَوَاجِعُ، فَجُرِحَ الرَّسُولُ، ومُثِّلَ بِعَمِّهِ حَمْزَةَ أَفْظَعَ تَمْثِيلٍ، وتَهَاوَتْ طَائِفَةٌ من خيارِ المُؤْمِنِينَ صَرْعَى عندَ سَفْحِ الجَبَلِ، ثُمَّ فَقَدَتْ أُمًّا كانَتْ تُعَاوِنُهَا فى أعمَالِهَا، وتُسَاعِدُهَا فى أُمُورِهَا، فَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ الصَّبَّاغِ المالِكىُّ فِى الفُصُولِ المُهِمَّة، وَالطَّبَرَانِىُّ فِى الكَبِيِر، وَالَهْيِثَمِىُّ فِى مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ أنَّ الإِمَامَ عَلِيًّا عليه السلام قالَ لأُمِّهِ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ بنتِ أَسَدٍ: (اكْفِى فَاطِمَةَ بنتَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم سِقَايَةَ المَاءِ، والذَّهَابَ فى الحَاجَةِ، وهى تَكْفِيكِ من الدَّاخِلِ الطَّحْنَ والعَجْنَ)، فكانَتْ بَارَّةً بها، حانيةً عليها، مُدَلِّلَةً لِوَلَدِهَا الإِمَامِ الْحَسَنِ عليه السلام، ثُمَّ مَرَّتْ بِهَا سَحَابَةُ حُزْنٍ لِفَقْدِ ابنِ أُخْتِهَا رُقَيَّةَ (عبدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ رضي الله عنهما) فى وقتٍ كانَتْ على مَوْعِدٍ معَ فَرْحَةٍ جَدِيدَةٍ، فمرَّةً ثانيَةٍ جاءَتْهَا على يَدَىْ رَحْمَةِ اللهِ نِعْمَةٌ مُهْدَاةٌ.
فَفِى الخَامِسِ من شَعْبَانَ سنةَ أرْبَعٍ من الهجرةِ – وهو الأَشْهَرُ عندَ مدرَسَةِ أهلِ السُّنَّةِ -، والثَّالثِ من شعبانَ – وهو الأشهرُ عندَ مدرسَةِ أَهْلِ البَيْتِ- جاءَهَا ثانى سَيِّدَىْ شبابِ أهلِ الجَنَّةِ، فإذا الوَلِيدُ وَلِيدَانِ، وَإِذَا الفَرْحَةُ فَرْحَتَانِ، وَإِذَا هِىَ تُمْسِى وتُصْبِحُ وإلى جانِبَيْهَا نَجْمَانِ نَيِّرَانِ.
أمَّا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد أسرَعَ من شوقِهِ التَّوَّاقِ إلى الغُلامِ الجديدِ، لَحْظَةً لَحْظَةً، كانَ ينتَظِرُ حُضُورَهُ بشغَفٍ لَهِيفٍ، كأنَّمَا كانا على مَوْعِدٍ للقاءٍ مَحْسُوبٍ.. وكما خَفَّ بأحْلَى مشَاعِرِهِ إلى الأوَّلِ، خفَّ إلى الثَّانِى ليسْبِقَ إليهِ كُلَّ مُحِبٍّ وحبيبٍ، بعاطِفَتِهِ القُدُسِيَّةِ الفَيَّاضَةِ، التى لا يَتَّسِعُ لهَا غَيْرُ قلبِهِ الكبيرِ.
وشبيهًا بما تلقَّى بِهِ صلى الله عليه وآله وسلم أخاهُ تلقَّاهُ، فكبَّرَ فى أُذُنَيْهِ وأَقَامَ، ومثلَمَا دعا الأَكْبَرَ (حَسَنًا) دعا الأَصْغَرَ (حُسَيْنًا).
ذكَرَ القَزْوِينِىُّ فى كتابِهِ (فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ) أنَّ السَّيِّدَةَ صَفِيَّةَ بنتَ عبدِ المُطَّلِبِ، وسَلْمَى بنتَ عُمَيْسٍ، وأُمَّ سَلَمَةَ حَضَرْنَ وقتَ الوِلادَةِ، فلمَّا وُلِدَ الإِمَامُ الحُسَيْنُ عليه السلام قالَ صلى الله عليه وآله وسلم: (يَا عَمَّةُ هَلُمِّى إِلَىَّ ابْنِى)، فقالَتْ: يا رسولَ اللهِ إنَّا لَمْ نُنَظِّفْهُ بعدُ.
فقالَ: (يَا عَمَّةُ أَنْتِ تُنَظِّفِينَهُ؟ إنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ نَظَّفَهُ وَطَهَّرَهُ).
وهَبَطَ على النَّبِىِّ صلى الله عليه وآله وسلم أَفْوَاجٌ من الملائِكَةِ لتُهَنِّئَهُ بولادَةِ الْحُسَيْنِ وتُعَزِّيهِ بشَهَادَتِهِ.. فكانَ هو الوليدُ الذى حكَتْ بدَايَاتُهُ نِهَايَاتِهِ.
وبعينِ الخَبِيرِ البَصِيرِ، والمَعْصُومِ المُسَدَّدِ من السَّمَاءِ وَجَدَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وآله وسلم فى الوليدِ الجديدِ وريثًا للرَّسَالَةِ بعدَ حينٍ، ثَائِرًا فى الأُمَّةِ بعدَ زَيْغٍ وسُكُونٍ، مُصْلِحًا فى الدِّينِ بعدَ انْحِرَافٍ وانْدِثَارٍ، مُحْيِيًا للسُّنَّةِ بعدَ تَضْيِيعٍ وإِنْكَارٍ، فرَاحَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وآله وسلم يُهَيِّئُهُ ويُعِدُّهُ لِحَمْلِ الرِّسَالَةِ الكُبْرَى، مُسْتَعِينًا فى ذلكَ بعواطفِهِ وساعاتِ يومِهِ، وبِهَدْيِهِ وعِلْمِهِ، إذْ عمَّا قليلٍ سَيَضْطَلِعُ بِمَهَامِّ الإِمَامَةِ فى الرِّسَالَةِ الخَاتِمَةِ بأمرِ اللهِ تعالى.. فها هو صلى الله عليه وآله وسلم يقولُ ما رواهُ الحاكِمُ فى المُسْتَدْرَكِ، وَالمُتَّقِى الهِنْدِىُّ فِى كَنْزِ العُمَّالِ: (الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ابْنَاىَ، مَنْ أَحَبَّهُمَا أَحَبَّنِى، وَمَنْ أَحَبَّنِى أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَحَبَّهُ اللهُ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا أَبْغَضَنِى، وَمَنْ أَبْغَضَنِى أَبْغَضَهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُ اللهُ أَدْخَلَهُ النَّارَ).
وهلِ الحُبُّ إلاَّ مُقَدِّمَةُ الطَّاعَةِ وقَبُولُ الوَلايَةِ؟ بَلْ هما بِعَيْنِهِمَا فى المَآَلِ.. لقد كانَ صلى الله عليه وآله وسلم يَتَأَلَّمُ لبُكَائِهِ ويتفَقَّدُهُ فى يَقَظَتِهِ ونَوْمِهِ، يُوصِى أُمَّهُ الطَّاهِرَةَ عليها السلام أنْ تَغْمُرَ وَلَدَهُ المُبَارَكَ بِكُلِّ مَشَاعِرِ الحَنَانِ والرِّفْقِ، فقَدْ ذَكَرَ الفيرُوزُآَبَادِى فى فَضَائِلِ الخَمْسَةِ، والهَيْثَمِى فى مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ، والطَّبَرَانِىُّ فِى الكبيرِ، والمُحِبُّ الطَّبَرِىُّ فى ذَخَائِرِ العُقْبَى: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم خَرَجَ منْ بيتِ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رضي الله عنها فمرَّ على بيتِ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ عليها السلام فسَمِعَ حُسَيْنًا يَبْكِى فقالَ: (أَلَمْ تَعْلَمِى أَنَّ بُكَاءَهُ يُؤْذِينِى).
وجاءَ فى موسوعَةِ المُصْطَفَى والعِتْرَةِ أنَّ الإِمَامَ الْحُسَيْنَ عليه السلام بكى لمَّا قَرَصَتْهُ إِحْدَاهُنَّ، فقالَ صلى الله عليه وآله وسلم كالمُغْضَبِ: (مَهْلاً لَقَدْ آَذَيْتِنِى، أَبْكَيْتِ ابْنِى، لَقَدْ أَوْجَعَ قَلْبِى مَا فَعَلْتِ بِهِ).
وهُنَا سُؤَالٌ: إذا كانَ بُكَاءُ الإِمَامِ الْحُسَيْنِ يُؤْذِى رسولَ اللهِ، وقَرْصَتُهُ تُوجِعُ قَلْبَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فإِلَى أَىِّ حَدٍّ بَلَغَ الأَذَى بِالنَّبِىِّ صلى الله عليه وآله وسلم حينَ كانَتِ السُّيُوفُ والرِّمَاحُ والسِّهَامُ تَنْهَالُ على الإِمَامِ الْحُسَيْنِ يومَ كَرْبَلاءِ؟!! وهو الذى نَبَتَ لَحْمُهُ، واشْتَدَّ عَظْمُهُ منْ رِيقِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم!!.