أخبار عاجلة

موضوعات الغلاف

– مقال (أحسن تحب) للإمام السيد أحمد ماضي أبي العزائم

– تحقيق عن الاحتفال بمولد الإمام السيد عز الدين ماضي أبي العزائم

أَحْسِنْ تُحَبُّ

للإمام السيد أحمد ماضى أبي العزائم

جبل الإنسان على حب من أحسن إليه، وأكمل الإحسان ما كان خيرًا للدين والدنيا والآخرة، وأحب مخلوق بعد الله تعالى هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ولست أعني بالحب تنفيذ أوامر الآمر فقط، وإنما الحب عامل قوي يسطو على القلب، فيجذبه إلى المحسن بكليته.

وكم من منفذ أمر آمر وهو أبغض إليه من نار جهنم، والآمر لجهله يظن أنه محبوب لمن أمره، ويعتقد أن مسارعته لتنفيذ أوامره برهان محبته إياه، والحقيقة خلاف ذلك.

فكم من آمر مسيطر وناه متسلط تحنو له الرءوس يصبح مرذولاً مبتذلاً منبوذًا، فيعجب المغرور بنفسه لما ظهر مما لا يحتسبه، وتقوى غطرسته وحدته، معتقدًا لجهله أن الطاعة الأولى كانت لحبه ولاستحقاقه لها، ولو علم أن القلوب لا يملكها إلا الإحسان، وأن العنف والغطرسة وإن قهرت الإنسان في بادئ الأمر فإنها إذا تجاوزت حدها جعلت المرء يركب الصعب من الأمور وهو عالم بركوبها، ومتى سلبت الرحمة والحنو من قلب المسيطر، وظهرت القسوة الجفوة بُغض، ولو كان والدًا أو والدة، وبورز بالحرب، ولو كان أخًا أو ولدًا، فإن الإنسان إذا رفع نفسه عن رتبة الإنسان كان داعيًا كاذبًا واستعجل سلب النعم.

وكيف لا، وإن سعادة الآمر الناهي بمساعدة من يأمرهم، وهو بدونهم لا شيء، وقد ألمعنا في مقالة سابقة إلى أن الإنسان خلقه الله حرًّا مدبرًا يكره أن يستخدمه غيره من غير أن ينتفع منه، أو أن يقهره  غيره ليستفيد القاهر، ولا يستفيد المقهور، وإن زعم أنه يريد منفعة المقهور، وأكثر وعوده، فطمع في وفائه، وانقاد له زمانًا ما لا يلبث إلا ريثما تتضح له الحقيقة فيقلب له ظهر المجن.

هكذا حالنا الحاضرة، اعتقدنا نقصنا واحتياجنا إلى من يكملنا في صناعاتنا وفنونا وتجاراتنا وحرفنا وسياسة مجتمعنا؛ حتى نبلغ من المجد ما كان لنا في الماضي، ووثقنا بغيرنا واقتدينا بهم في عوائدهم وأزيائهم، واستقبلنا ببشاشة وفودهم وبضائعهم وأنزلناهم منزلة المعلم من المتعلم، وعجبنا من شفقتهم على مرضى الحيوانات ومسارعتهم إلى الرحمة بها، وحرصهم على الانتقام من الأكابر للأصاغر لأقل هفوة، مع سلامة النية وحسن السريرة منا؛ حتى بلغ الطفل رشده، والطفل يبلغ في العشرين من عمره على الأكثر، فشاب الطفل وهو طفل في فكرهم، ومات الشائب وهو غير منظور إليه بالرجولية في اعتقادهم، فتنبهت القلوب، وسرت عوامل الهمة واليأس من نيل الخير إلا بالعمل المخلق.

وفي المثل: (ما حك جلدك مثل ظفرك)، فتول أنت جميع أمرك، وما تنبهت القلوب إلا من شدائد الخطوب، وطالب الحق ما تعدى، ومن حانت لهم الفرصة فأهملوها وقعوا في الغصة، وتكبدوها، وثمن حياة الإرادة والحرية غال عند أهل البصر، ومن جد وجد، والمعونة من الله وحده، وفي الأثر الإسرائيلي: (ابن آدم اسع أسع معك، ولا يضيع حق وراءه طالب)، والله ولي المتقين.

تحقيق عن

الاحتفال بمولد الإمام السيد عز الدين ماضى أبى العزائم

رضى الله عنه وأرضاه

فى جو نورانى فياض، ملىء بروحانية أهل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وبتنظيم بديع، وحضور كبير، تم الاحتفال بذكرى مولد الإمام السيد عز الدين ماضى أبى العزائم رضى الله عنه وأرضاه، بمسجده بمدينة إيتاي البارود بالبحيرة، يوم الخميس 19 محرم 1446هـ الموافق 25 يوليو2024م، وذلك تحت رعاية سماحة السيد محمد علاء الدين ماضى أبى العزائم شيخ الطريقة العزمية ورئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، وبحضور سماحة السيد أحمد علاء أبي العزائم نائب عام الطريقة العزمية.

وقد حضر جمع كبير من أبناء الطريقة العزمية، والطرق الصوفية بجمهورية مصر العربية.

بدأ الاحتفال بعد صلاة المغرب والعشاء جمع تقديم بمسجد الإمام السيد عز الدين رضي الله عنه، ثم انتقل الجميع إلى السرادق المقام فوق مسجده رضي الله عنه، حيث افتتح الحفل بالقرآن الكريم من الدكتور يحيى عبدالوهاب.

ثم تحدث الشيخ قنديل عبدالهادي عن دور الإمام السيد عز الدين في حل قضايا التصوف والرد على خصومه.

وعرض الدكتور سامي العسالة رسالته للإمام السيد عز الدين والتي نشرها في العدد الخاص من مجلة (الإسلام وطن) بعد انتقال الإمام عام 1994م.

وعرض الدكتور أحمد الدخاخني بعضًا من المواقف التي حدثت أثناء صحبته للإمام السيد عز الدين.

وتحدث الأمين العام للاتحاد العالمي للطرق الصوفية الدكتور عبدالحليم العزمي عن منهج الإمام السيد عز الدين الدعوي والذي أعلنه في أول مقال له بمجلة (المدينة المنورة) عام 1946م والذي كان بعنوان: (الإسلام وسلطان العقل والعلم).

ثم تحدث سماحة السيد علاء أبو العزائم عن ضرورة احترام الإخوان لبعضهم البعض، ونهى عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في مهاجمة الإخوان والدعاة، وطلب بأن يتم نصيحة الإخوان إذا أخطأوا بشكل شخصي، وعدم مهاجمتهم على هذه الوسائل؛ حتى لا تكون هناك فضائح، معتبرًا أن مهاجمة الأشخاص على هذه الوسائل نوع من النم الذي يمنع من دخول الجنة، بعد أن ذكر سماحته موانع دخول الجنة.

وأكد سماحته أن الدعاة الأول في تاريخ العزمية لم يفكروا في الانشقاق عن الطريق، ولذلك وجب احترامهم وعدم مهاجمتهم.

وطلب من الإخوان عدم شغل الإمام القائم بالفتن، مستشهدًا بما قال الإمام السيد عز الدين بأنه مثل رجل الإطفاء يحارب الفتن في كل مكان، وأكد سماحته أنه لذلك اتخذ منهجًا بأن يترك الفتن حتى تنتهي وتموت من نفسها.

وختم الحفل- الذي قدمه الأستاذ فتوح لعج- بالإنشاد من الفرقة العزمية.

وفي اليوم التالي أدى سماحة شيخ الطريقة العزمية صلاة الجمعة بمسجد الإمام السيد عز الدين رضي الله عنه مع الجموع الحاشدة من أهالي إيتاي البارود، وأبناء الطريقة العزمية من مختلف المحافظات، وألقى خطبة الجمعة الدكتور عبدالحليم العزمي بعنوان: (الرزق الحلال).

وبعد الصلاة ختمت الكلمات بأحسنها من سماحة شيخ الطريقة العزمية حيث حدد معالم وخطوات العمل في المرحلة المقبلة.

أعاد الله علينا هذه الذكرى وقد جُمعت الكلمة، وعلت الهمة، وتوحدت الأمة.

عن الاسلام وطن

شاهد أيضاً

جمع المنقول والمعقول يكشف الجمال والكمال المحمدي

يا عبد الله! إنما بعث الله نبيه ليعلم الناس دينهم، ويدعوهم إلى ربهم، ويكد نفسه …