أخبار عاجلة

نصرة النبي المختار في أهل بيته الأطهار (64)

أخرج الشيخان عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تنام عيني ولا ينام قلبي)….

المستشار رجب عبد السميع وأ. عادل سعد

خصائص وحقوق أهل البيت

خصائص وسمات وشمائل آل البيت

أولاً: من خصائص سيد آل البيت

حـــبـــذا عـــقـــد سـؤدد وفـخــار

أنــت فــيــه اليـتـيـمـة العـصـماء

مـثـل طــه الـرسـول لـيس يجيء

من على الشمس والبدور يفيء([i])

1- شمائل الرسول J([ii]):

لقد اجتمع لرسول الله J ما لم يجتمع لأحد من الكمالات النفسية والحسية، فما بلغ نبي مبلغه ولا أدرك رسول مرتقاه. فهو فى قوته الروحية والمعنوية وفى محاسنه الخِلْقِيَّةّ والخُلُقِيةُ، وفى علمه وحلمه وفى قوله وحكمه، وفى إيمانه وتقواه قد بلغ الغاية التى تقاصرت عنها الصفات اللفظية. فما استطاع البيان أن يحيط بحلاه أو أن يرتقى إلى علاه. فأينما رأيته فقد غمرتك الرحمة التى تملك النفوس النافرة والقلوب العصية. وبهرك النور الذى يسرى العالمون فى مشارق هداه. وشفت لك نفسه السافرة الطاهرة وروحه الزكية الملكية، وملك قلبك بيانه الذى تصغر الدنيا عن سمو مرماه. وشرح صدرك جلال رجولته وكمال بطولته وانسجام قسماته البدنية، فتبارك الذى صاغه من معدن الكمال وجلاه. لقد كان J يصافى البائسين ويجالس المساكين ويؤثرهم على نفسه الكريمة النبوية، وهو الذى كانت تنعقد لهيبته ألسنة الطغاة، وتذل لعزته أعناق العتاة. وكان حلمه يسع الجاهلين، وعفوه يشمل الخاطين، فلا موجدة ولا حفيظة ولا غضبة جاهلية، على أنه كان كالأسد الهصور والسيف المشهور إذا انتهك حد من حدود الله. وكانت قوته فوق كل منال، وشجاعته فوق كل مقال، فلا خوف ولا وجل ولا إحجام ولا تقية. ومن قول علي ابن أبى طالب كرم الله وجهه: كنا إذا اشتد الروع واحمرت الحدق نلوذ برسول الله([iii]). وكان مع علو منزلته التى لا تدانيها منزلة عند الذات العلية الإلهية، يبكى خشية من الله. ويقطع الليل بالصلاة؛ حتى تتورم قدماه. وكان المثل الأعلى فى الصبر عند المحنة، والرضا عند المكروه، والبذل من نفسه الزكية، لا يبالى بما أصابه من ضر، ولا يكترث بما ناله من شدة ما دام ذلك لله وفى الله. وكان وجهه وقلبه وسريرته وبصيرته فى جلوة نورانية، فلم يضق لحظة بشيء من عنت الناس وعبء الحياة. بهذه الشمائل الكريمة، وتلك الأخلاق العظيمة، وهذه الصفات القدسية، قاد J الأمة الإسلامية، فألفها فى ذات الله، وجمعها على كلمة لا إله إلا الله.

ومن خصائصه وفضائله J:

أنه فضل على الأنبياء جميعًا. روى مسلم والترمذي أن النبي J قال: “فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون”.

ومنها أنه J كان يرى من خلفه كما يرى من أمامه: أخرج الشيخان عن أبى هريرة أن رسول الله J قال: “هل ترون قبلتي ها هنا؟ فوالله ما يخفى علي ركوعكم ولا سجودكم إنى لأراكم من وراء ظهري”.

وأخرج مسلم عن أنس أن رسول الله J قال: “أيها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود، فإني أراكم من أمامي ومن خلفي”.

وأخرج عبد الرزاق فى جامعه والحاكم وأبو نعيم عن أبى هريرة أن النبى J قال: “إنى لأنظر إلى ما ورائى كما أنظر إلى ما بين يدى”.

وأخرج أبو نعيم عن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله J: “إنى أراكم من وراء ظهرى”.

ومنها أنه J كان يرى ما لا نرى ويسمع ما لا نسمع: فعن أبى ذر قال: قال رسول الله J: “إنى أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط، والذي نفسى بيده ما فيها موضع أربعة أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجد لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرشات، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله”.

قال أبو ذر: يا ليتني كنت شجرة تعضد. [رواه أحمد والترمذي وابن ماجة].

إبطه الشريف J: أخرج الشيخان عن أنس قال: “رأيت رسول الله J يرفع يديه فى الدعاء؛ حتى يرى بياض إبطيه”.

وأخرج ابن سعد عن جابر قال: “كان النبى J إذا سجد يرى بياض إبطيه”. وقد ورد ذكر بياض إبطيه J فى عدة أحاديث عن جماعة من الصحابة.

وقال المحب الطبري: من خصائصه J أن الإبط من جميع الناس متغير اللون غيره، وذكر القرطبي مثل ذلك وزاد وأنه لا شعر فيه.

حفظه J من التثاؤب: أخرج البخاري في التاريخ وابن أبى شيبة في المصنف وابن سعد عن يزيد بن الأصم قال: ما تثاءب النبي J قط.

وأخرج ابن أبى شيبة عن مسلمة بن عبد الملك بن مروان قال: ما تثاءب نبي قط.

عرقه الشريف J: أخرج مسلم عن أنس قال: دخل علينا رسول الله J فقال (من القيلولة) عندنا فعرق، وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فاستيقظ النبى J فقال: يا أم سليم! ما هذا الذى تصنعين؟ قالت: عرق نجعله لطيبنا، وهو أطيب الطيب.

وأخرج من وجه آخر عن أنس: أن النبي J كان يأتي أم سليم فيقيل عندها فتبسط له نطعًا فيقيل عليه، وكان كثير العرق فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب والقوارير، فقال: يا أم سليم! ما هذا؟ قالت: عرقك أدوف به طيبي. [أدوف: أي أخلط به طيبي].

طوله J: أخرج ابن خيثمة فى تاريخه والبيهقي وابن عساكر عن عائشة قالت: لم يكن رسول الله J بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد، وكان ينسب إلى الربعة إذا مشى وحده، ولم يكن على حال يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا طالة رسول الله J ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما، فإذا فارقاه نسب رسول الله J إلى الربعة – وذكر ابن سبع في الخصائص ذلك وزاد – أنه كان إذا جلس يكون كتفه أعلى من جميع الجالسين.

ظله J: أخرج الحكيم الترمذي عن ذكوان أن رسول الله J لم يكن له ظل فى شمس ولا قمر، قال ابن سبع: من خصائصه أن الظل كان لا يقع على الأرض، وأنه كان نورًا إذا مشى فى الشمس أو القمر لا ينظر له ظل، قال بعضهم: ويشهد له قوله J فى دعائه: “واجعلني نورًا”..

وذكر القاضي عياض فى الشفا والعزفى فى مولده: أن من خصائصه J أنه كان لا ينزل عليه الذباب، وذكره ابن سبع فى الخصائص بلفظ: أنه لم يقع على ثيابه ذباب قط، وزاد أن من خصائصه أن القمل لم يكن يؤذيه.

دمه J: أخرج البزار وأبو يعلى والطبراني والحاكم والبيهقى عن عبد الله بن الزبير أنه أتى النبى J وهو يحتجم فلما فرغ، قال: يا عبد الله! اذهب بهذا الدم فاهرقه حيث لا يراك أحد، فشربه، فلما رجع قال: يا عبد الله! ما صنعت؟ قال: جعلته فى أخفى مكان علمت أنه مخفي عن الناس، قال: لعلك شربته؟ قلت: نعم، قال: ويل للناس منك وويل لك من الناس، فكانوا يرون أن القوة التى به من ذلك الدم.

نومه J: أخرج الشيخان عن عائشة قالت: يا رسول الله! أتنام قبل أن توتر؟ قال: “يا عائشة! إن عيني تنامان ولا ينام قلبي” ..

وأخرج الشيخان عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله J: (تنام عيني ولا ينام قلبي).

وقال J: “الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم” ..

حفظه J عن الاحتلام: أخرج الطبراني من طريق عكرمة عن أنس وابن عباس والدينوري في (المجالسة) من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: ما احتلم نبي قط وإنما الاحتلام من الشيطان.

======================

([i]) الاكسير فى التخميس والتشطير فى مدح طه البشير J للعارف بالله سيدى/ أحمد أبو الحسن الشريف الجعفرى

([ii]) من كتاب المولد النبوى المختار، تأليف الأستاذ/ عبد الله عفيفي بك، الناشر: أمين عبد الرحمن، 1937م.

([iii]) الشفا للقاضى عياض، ص 89.

عن الاسلام وطن

شاهد أيضاً

الإنسان خليفة الله في الأرض (25)

لما كان الإنسان جوهرة عقد المخلوقات وعجيبة العجائب، وقد جمع الله فيه كل حقائق الوجود …