أخبار عاجلة

قراءة في خريطة شبكات الإرهاب الداعشي الإخواني في القارة السمراء بعد الانقلابات الأخيرة

في أقل من أربع سنوات، وتحديدًا بدءًا من العام 2020م وحتى اليوم (2024م) وقعت في منطقة الساحل والصحراء الإفريقية ثمانية انقلابات عسكرية….

د. رفعت سيد أحمد

في أقل من أربع سنوات، وتحديدًا بدءًا من العام 2020م وحتى اليوم (2024م) وقعت في منطقة الساحل والصحراء الإفريقية ثمانية انقلابات عسكرية.. بعضها جاء ردًّا علي أوضاع سياسية واقتصادية بائسة، والبعض الآخر جاء وفق صراعات دولية وإقليمية معقدة.. إلا أن أخطر ما صاحب وما ترتب على تلك التغيرات هو نمو ظاهرة الإرهاب الداعشي والإخواني، ومحاولة استثمار تلك الجماعات الإرهابية  للأحداث من أجل الانتشار والتمركز في القارة السمراء، والقيام بالعمليات الإرهابية، التي تخدم مشروعهم التفكيكي، وتخدم مخططات من يحركهم ويوظفهم من شركات نفطية وإقتصادية غربية، أو أجهزة مخابرات دولية.. دأبت على تحويل تلك التنظيمات الإرهابية إلى (عملاء بالأجر)!

* اليوم تعيش المنطقة الممتدة من الساحل الغربي الإفريقي إلى الساحل الشرقي والمكونة من دول غنية بالثروات والاضطرابات السياسية معًا، مثل: (النيجر – مالي – بوركينا فاسو – غنييا – تشاد – نيجيريا – الجابون – إفريقيا الوسطي – جنوب ليبيا – السودان من بوابة دارفور) وغيرها.. تعيش هذه المنطقة لحظات تحول تاريخي وعدم استقرار سياسي.. الأمر الذي مثل بيئة ومناخًا ملائمًا لاجتذاب المنظمات الإرهابية وجماعات العنف الديني والعرقي وتأتي فرقة الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة في مقدمة تلك التنظيمات التي تسعى للانتشار وإعادة التمركز في هذه المنطقة الشاسعة والقلقة، مهددة الأمن العربي والإفريقي في قلبه.

وفي هذه السطور نحاول أن نبحث في أبرز الشبكات والتنظيمات الإرهابية الموجودة بالقارة وتحديدًا في منطقة (الساحل والصحراء) وكيف يؤثر ويهدد وجودها على الأمن القومي العربي والإفريقي؟

*وبداية تقول الوثائق المتوفرة دوليًّا أنه يأتي في مقدمة  تلك التنظيمات الإرهابية (فرقة الإخوان الإرهابية) والتي تتواجد فى ٨٥ دولة حول العالم، وفي قلبه القارة الإفريقية، وهي تتواجد بأشكال مختلفة من شركات ومؤسسات إلى تنظيمات عنف مسلح، وداخل القارة نرصد وجودها في مصر قبل ثورة 30 يونيو2013م، والآن هي مختفية ولا يوجد لها وجود علني بل خلايا نائمة، ومكروهة شعبيًّا وليس فحسب رسميًّا.

وفي الجزائر تأسست الجماعة عام ١٩٧٦م كتنظيم يسمى «الموحدون»، وتعتبر حركة «مجتمع السلم»، التى تأسست عام ١٩٩٠م، أكثر الأحزاب الجزائرية تأثرًا بالإخوان، وهى المعبرة عن الجماعة الآن بعد أن شهدت انشقاقات.

أما فى ليبيا فقد نشأت منذ الستينيات، لكنها كانت محظورة؛ حتى سقط  معمر القذافى بعد مؤامرة دولية شارك فيها الإخوان وأسموها ثورة وهي لم تكن كذلك. وأسست تلك الجماعة الإرهابية بعد سقوط القذافي حزبًا أسموه حزب «العدالة والبناء». ثم حملوا السلاح وأسسوا وحشدوا الميليشيات في عملية “فجر ليبيا” ونصبوا أنفسهم بقوة السلاح على طرابلس.

وفى جيبوتى تأسست عام ١٩٣٢م، تحت اسم «الإخوان المسلمين»، وشكّلت الجماعة كأفراد وبالتعاون مع أحزاب معارضة أخرى «التجمع الوطنى».

وفى جزر القمر لم يتشكل فيها أى تنظيم معلن للإخوان، رغم تواجدها فيها.

وفى نيجيريا بدأت علاقات بين نيجيريين وجماعة الإخوان فى الأربعينيات، وتعد جماعة «تعاون مسلمى نيجيريا» هى الأقرب للإخوان المسلمين، التى نشأت فى مدينة إيوو، عام ١٩٩٤م.

وفى السنغال تأسست جماعة «عباد الرحمن» على نهج الإخوان عام ١٩٧٨م.

وفى جنوب إفريقيا وغانا وكينيا يتواجد فيها الإخوان كتيار فكرى وتنظيمات سرية، سرعان ما تحمل السلاح عند حدوث الأزمات السياسية في البلاد.

بالإضافة لتنظيم الإخوان الإرهابي وخلاياه النائمة سابقة الذكر ثمة تنظيمات وشبكات إرهابية أخرى تتعاون وتتقاطع في عملها الإرهابي مع الإخوان ومع شركات الاستعمار الأوربي القديم للقارة خاصة الاستعمار الفرنسي، ومن أبرز تلك الشبكات الإرهابية بالقارة:

“بوكو حرام” في نيجيريا، و”القاعدة في المغرب الإسلامي” شمال الصحراء الكبرى، وحركة “الشباب المجاهدين” الصومالية، وحركة “أنصار الدين” السلفية الجهادية في مالي، وحركة “التوحيد والجهاد” في غرب إفريقيا…. وفي إطار تقديم بعض المعلومات عن تلك الشبكات والتي تتضمنها الوثائق الدولية المنشورة والتي نجدها تؤكد أنها ترتبط بتنظيمي القاعدة وداعش ارتباطًا تمويليًّا، وترتبط بالإخوان المسلمين ارتباطًا سياسيًّا وتنظيميًّا ووظيفيًّا.. نفصل ما يلي بشأنها:

– بوكو حرام: نشأت بوكو حرام في مدينة ميدوجوري في عام 2002م باسم بوكو حرام الذي جاء من اللغة المحلية (الهوسا) بمعنى “التعليم الغربي حرام”؛ لأنه سبب انتشار الفساد في المجتمع الإسلامي، أي أن الجماعة نشأت لمناهضة انتشار التعليم الغربي الذي ألحق الضرر بآلاف المسلمين الذين يعانون البطالة والتهميش (كما يرى أنصار الحركة)، وكانت تضم مثقفين وأكاديميين. ولكنها سرعان ما تحولت للعنف المسلح.

ـ حركة أنصار الدين: بعد سقوط نظام العقيد القذافي في ليبيا عاد المدعو (إياد غالي.. وكان قائدًا طائفيًّا قاد حركة تمرد على حكومة مالي، وتم توقيع اتفاقية سلام بين حركته والحكومة عام 1992م، ثم أرسلته الحكومة قنصلًا لها في جدة) إلى أزواد، حيث سلسلة جبال أغارغا، ثم بدأ في تجميع المقاتلين الطوارق؛ نظرًا لمكانته الاجتماعية وانتمائه القبلي.

ـ حركة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا: ظهرت الحركة إثر انشقاق قادتها على تنظيم القاعدة، وقام بعض أعضائها بتأسيس كتائب خاصة بالمقاتلين من أبناء القبائل العربية في أزواد أسوة بسرية “الأنصار” في تنظيم القاعدة التي تضم المقاتلين الطوارق. وأعلنت الحركة أول بيان لها في أكتوبر 2011م معلنة الجهاد في أكبر قطاع من غرب إفريقيا، وتوصف بأنها “الجماعة الإرهابية المسلحة الأكثر إثارة للرعب في شمال مالي”.

– القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي: جاء التنظيم امتدادًا للجماعة السلفية للدعوة والقتال التي انشقت عن الجماعة الإسلامية المسلحة في عام 1997م، اعتراضًا على استهداف الجماعة للمدنيين، وتركزت أعمال الجماعة في البداية على المواقع العسكرية، ثم توسعت وتورطت في قتل الشعب والجيش.

– حركة شباب المجاهدين في الصومال: ظهرت الحركة مستغلة أجواء عدم الاستقرار بالصومال، وتم استقطاب المؤيدين لمواقفها، وبدأت الارتباط بتنظيم القاعدة مع إنشاء عدد من معسكرات التدريب في دول القرن الإفريقي ثم بتنظيم داعش لاحقًا.

– تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في الصحراء الكبرى وهو فضلًا عن الصومال فإنه ينتشر الآن وينشط في مالي والنيجر وبوركينا فاسو من خلال جماعة تسمي (المرابطون).

وقد وسَّع تنظيم الدولة وجوده في المناطق الصحراوية الشاسعة المعروفة بالمثلّث الحدودي، حيث تلتقي حدود الدول الثلاث: مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

ويسيطر التنظيم حاليًا على مدينة “تيديرميني” (7 كلم شرق منطقة ميناكا في الشرق المالي)، وبسبب الهجمات التي يقودها، نزح نحو 30 ألف شخص من سكان الأرياف نحو ميناكا، وكان يقود تلك الجماعة حتى 2021م إرهابي دولي يسمي أبو وليد الصحراوي، والذي قتل عام 2021م ولكن تنظيمه بقي ولا يزال ينتشر.

عن الاسلام وطن

شاهد أيضاً

الإنسان خليفة الله في الأرض (25)

لما كان الإنسان جوهرة عقد المخلوقات وعجيبة العجائب، وقد جمع الله فيه كل حقائق الوجود …