أخبار عاجلة

أباطيل الإسلام السياسي (الأسس الفكرية للإرهاب) [60]

من البرامج الإذاعية الشهيرة التي تفخر بها الإذاعة المصرية.. البرنامج الإذاعي الشهير ” قل ولا تقل ” الذى كان يهدف لتصويب الأخطاء الشائعة على ألسنة الجمهور رغم مخالفتها لقواعد لغتنا العربية الجميلة للإذاعي اللامع أحمد الجبالي والإذاعية براء المطيعي….

الدكتور محمد حسيني الحلفاوي

فرقة لا جماعة

من البرامج الإذاعية الشهيرة التي تفخر بها الإذاعة المصرية.. البرنامج الإذاعي الشهير ” قل ولا تقل ” الذى كان يهدف لتصويب الأخطاء الشائعة على ألسنة الجمهور رغم مخالفتها لقواعد لغتنا العربية الجميلة للإذاعي اللامع أحمد الجبالي والإذاعية براء المطيعي.

لأن هناك أخطاء شائعة ومتداولة كثيرة نرددها بدون وعى أو تفكير؛ مما يؤدى لترسبها في العقل الجمعي للشعوب واعتقاد صحتها.

وعلى نفس منوال البرنامج الشهير نقول:

قل: “فرقة كذا” ولا تقل “جماعة كذا” على التنظيمات التى تسيس الدين!!

فمن الخطأ الشائع إطلاق مصطلح “جماعة” على تنظيم الإخوان وغيرها من التنظيمات التى خرجت من عباءتها؛ لأن ذلك خطأ منهجى يترتب عليه أخطاء كثيرة:

أولًا: جميع كتب التراث الإسلامى كانت تطلق على مثل هذه التنظيمات قديمًا اسم “فرقة” وليس “جماعة” ولم يكن هذا اعتباطًا بل عن علم وفقه.

فهذا كتاب “الفرق بين الفرق” للإمام الأصولى الفقيه عبد القاهر البغدادى يطلق على الخوارج والمرجئة والقدرية والمعتزلة وغيرها.. مصطلح ” فرقة ” لا ” جماعة “.

وهذا كتيب ” مذكرة الفرق ” الذى يتم تدريسه فى الأزهر الشريف منذ عقود للشيخ حسن متولى يطلق على الخوارج والمرجئة والقدرية والبهائية وغيرها.. مصطلح “فرقة” لا “جماعة”.

ولذلك فإطلاق مصطلح “جماعة” على هذه التنظيمات بدعة محدثة تخالف ما كان عليه علماء الأمة الأعلام.. طبقًا لمنهج هذه التنظيمات نفسها!!

ثانيًا: إطلاق مصطلح “جماعة ” على التنظيمات المعاصرة التى تسيس الدين؛ أعطى انطباعًا زائفًا ومغلوطًا بشرعية هذه التنظيمات.. وقلب الهرم؛ فأصبحت الفرقة التى انسلخت عن الأمة “جماعة” وأصبحت “الجماعة” فرقة!!.

فكيف يطلق على فرقة تم تكوينها بالمخالفة للشرع والقانون مصطلح جماعة؟!

هذا خطأ جوهري لا يجب المرور عليه مرور الكرام؛ لأنه يجعل القبيح حسنًا والحسن قبيحًا. وهذا تزييف للوعى!!

ثالثًا: التساهل فى إطلاق مصطلح “جماعة” على مثل هذه التنظيمات، جعلها تدلس على البسطاء وتستغل النصوص الشريفة التى تدعو للجماعة للدعاية لفرقتها واستقطاب الشباب.. والادعاء بأن جماعتهم هى المقصودة بهذه النصوص الشرعية الشريفة مثل: “يد الله مع الجماعة” رواه الترمذي. “عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب – من الغنم – القاصية” رواه أبو داود. “عليكم بالجماعة، ومن أراد بحبوحة الجنة فيلزم الجماعة” رواه الترمذى.

حيث انطلقت هذه التنظيمات لهذه النصوص الشريفة مدعية – زورًا – أن المقصود بها جماعتها!!

رابعًا: النصوص الشرعية تحذر تحذيرًا شديدًا من الفرق.. وحيث إننا تساهلنا وأطلقنا مصطلح “جماعة” على هذا التنظيمات.. فلذلك فهذا التحذير – فى ظنهم وظن أتباعهم – لا ينطبق عليهم وليسوا مقصودين بها مثل: )وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا( (آل عمران: 103). )إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ( (الأنعام: 159). )وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ المُؤْمِنِينَ( (التوبة: 107).

وقال J: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) قال حذيفة بن اليمان 0: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟! قال J: (فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة؛ حتى يدركك الموت وأنت على ذلك) رواه البخاري ومسلم. وقال J: (إن الله يرضى لكم ثلاثًا ويكره لكم ثلاثًا، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا ولاة أمركم. ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال) رواه مسلم.

إن علماء الإسلام فسروا مصطلح “الجماعة” بأنه السواد الأعظم من المسلمين أى غالبية الأمة؛ لأنه لا تجتمع الأمة على ضلالة. ولكن الخلل أن هذه ” الفرق ” تنطلق من أرضية أن المجتمعات العربية المعاصرة فى جاهلية.

ولذلك فلا وجود لجماعة المسلمين ويجب العمل على إيجادها من جديد مثلما فعلت فرقة الخوارج قديمًا!!

ولذلك يطلقون على فرقهم التى انشقت عن جسد الأمة مصطلح ” الجماعة ” ونحن بكل أسف نردده وراءهم وكأننا نشرعن الباطل!!

فانتبهوا وقولوا: “فرقة” لا “جماعة”.

مصطلحات خادعة

ظلت النشرات الإخبارية والبرامج الحوارية بالفضائيات لعقود طويلة تصيغ وتنشر أخبار العمليات الإرهابية للحركات والفرق المتاجرة بالدين – والدين منها براء – كالتالى: “قامت إحدى التنظيمات الجهادية الإسلامية بتفجير كذا”!!

وهكذا يترسب في عقل ملايين المشاهدين البسطاء أن ما تقوم به هذه التنظيمات ليس إرهابًا بل جهادًا إسلاميًّا!!

جهادي وإسلامي:

إن وصف مثل هذه الفرق “بالجهادية” خطأ فقهى وإعلامى كبير؛ فالجهاد الحق “بمعنى الدفاع عن الأوطان ضد المعتدى الأثيم” يمثل ذروة سنام الإسلام. وما تقوم به هذه الفرق ما هو إلا “إرهابًا” ضد قوات الشرطة والجيش المنوط بهما حراسة الأوطان داخليًّا وخارجيًّا.

وطبعًا هذا الوصف الخادع يشرعن للإرهاب ويعطى انطباعًا مغلوطًا للجمهور، بأن ما تقترفه هذه التنظيمات الإرهابية يعد عملًا محمودًا ومطلوبًا شرعًا.. وهذا تزييف لوعى الجماهير وخطأ إعلامى مهنى كبير.

وكذلك وصف بعض الأشخاص بـ “الإسلامي”: هذا الوصف يطلق على بعض الأشخاص والفئات خصوصًا أثناء الانتخابات؛ فنجد بعض المرشحين يطلقون على أنفسهم لفظ “إسلاميين” وهذا إتهام ضمني للمرشحين الآخرين بأنهم “غير إسلاميين” مع أنهم مسلمون!!

ثم يخرج منظرو هذه الحركات ويفتون بحرمة انتخاب غير الإسلاميين وأن هذا يصل للكفر!! ومن ثم يقع غالبية الناخبين فى حرج دينى وحيرة شديدة.

والسبب هو التهاون فى إطلاق هذه المصطلحات الخادعة الغير حقيقية بلا وازع من دين أو قانون!!

ولذلك ينبغي حظر إطلاق مثل هذه المسميات التي تسمم العملية الانتخابية وتجعلها – على غير الحقيقة – حرب بين مؤمنين وكفار وليس بين مواطنين يختلفون فى البرامج والوسائل!!

سجين سياسى:

وهذا مصطلح خادع آخر يستخدمه البعض بدون تدبر.. وهو إطلاق مصطلح “سجين سياسى” على أعضاء الجماعات الإرهابية المحبوسين بتهمة “الانضمام لجماعات إرهابية”!!

وهذا خطأ قانونى كبير؛ لأن مصطلح “سجين سياسى” معناه أنه مسجون بسبب رأى سياسى، وهذا لا ينطبق نهائيًّا على أعضاء هذه الجماعات.

فعضو الجماعة محبوس بحكم قضائى وليس معتقلًا.

وعضو الجماعة محبوس لانضمامه لجماعة سرية غير قانونية تهدف للانقلاب المسلح ضد مؤسسات الدولة، وليس لانضمامه لحزب سياسى قانونى.

وعضو الجماعة وسيلته للتغيير هو العنف والاغتيالات والمؤامرات السرية، أما المعارض السياسي فهو دستوريًّا جزء من النظام السياسي للدولة الوطنية الحديثة التي تقوم على التعددية الحزبية.

فكيف نصف عضو جماعة إرهابية بأنه سجين سياسي؟! بل يتم معاملته معاملة أفضل من السجين الجنائى.

ويا ريت بيطمر فيهم:

بل نجدهم بعد كل ذلك يشنعون على وزارة الداخلية ومصلحة السجون بأنهم يتعرضون للتعذيب وخلافه.

وطبقًا لتصريحات وزارة الداخلية بأنه لا يوجد سجين رأى أو معتقل بالسجون المصرية؛ ولذلك فإن وصف أعضاء هذه الجماعات المحبوسين بأمر القضاء بأنهم سجناء سياسيون يعطى لبعض المنظمات الحقوقية الغير محايدة والمعادية للدولة المصرية السند لوصف النظام المصرى باعتقال أصحاب الرأى!!

إننا نطالب بتطبيق معايير حقوق الإنسان العالمية ولائحة السجون على الجميع بدون تمييز، أما أن نعطى للإرهابيين ومساعديهم وصف “سجناء سياسيين” فهذا خطأ قانونى وسياسى وشرف لا يستحقونه؛ فما كان الإرهاب وجهة نظر أو عملًا سياسيًّا فى يوم من الأيام أو فى أى مكان فى العالم!!

فك الله أسره:

مصطلح “الأسير” مصطلح كان يطلق – قديمًا فى تراثنا الفقهي – على أسرى الحرب بين المسلمين والكفار المعتدين.

وحديثًا نظمت اتفاقية جنيف للأسرى 1949م حقوق الأسرى وكيفية معاملتهم.

وعرفت الأسير بأنه “مقاتل شرعى” وقع فى أيدى العدو مستسلمًا أو عاجزًا عن القتال؛ وهذا يخرج الإرهابيين والمرتزقة والجواسيس من تعريف أسرى الحرب.

فكيف اختطف البعض هذا المصطلح الذى نظمه القانون الدولى ويطلقه على “إرهابى أثيم” قام بعمليات اغتيالات وتفجير وترويع للآمنين ثم حوكم أمام القضاء وأدين بحكم قضائى لاقترافه جريمة إرهابية؟!

بل يدعو الله له بفك أسره.. هل ليقترف جرائم إرهابية أخرى أم ماذا؟!

هذه بعض المصطلحات الخادعة التى ما زال يستخدمها البعض بخبث ودهاء ويرددها الكثيرون بحسن نية رغم خطورتها.. والتى ينبغى التحذير منها ونشر الوعى بخطورة تداولها فى وسائل الإعلام لما تحمله من مضامين خاطئة وخادعة وخطرة.

عن الاسلام وطن

شاهد أيضاً

الإنسان خليفة الله في الأرض (25)

لما كان الإنسان جوهرة عقد المخلوقات وعجيبة العجائب، وقد جمع الله فيه كل حقائق الوجود …