أخبار عاجلة

نصرة النبي المختار في أهل بيته الأطهار (51)

أدركت السيدة زينب جدها النبى فى طفولتها فحملها بين يديه ونعمت برؤيته المباركة. ونشأت فى بيت علم ودين، وشهدت اتساع دولة الإسلام فى عهد جدها J، ثم فى عهد أبى بكر وعمر وعثمان وأبيها علي (رضوان الله عليهم أجمعين).

المستشار رجب عبد السميع وأ. عادل سعد

بقية: فَضَائِلُ آلِ اَلْبيِتِ فى القْرآنِ الكرِيمِ واَلْسُنَّةُ الْنَبَوِيَّةُ

بقية: فضائل آل البيت فى السنة النبوية:

بقية: الفضائل الخاصة:

بقية: 6- أحفاد النبى J:

بقية السيدة زينب بنت عليٍّ: عقيلة بنى هاشم وبطلة كربلاء 1:

عقيلة بنى هاشم وبطلة كربلاء 1:

العقيلة فى دمشق:

انطلقت جنود ابن زياد بالسيدة زينب ومن معها إلى دمشق مقر خلافة يزيد بن معاوية، فلما دخلوا على يزيد فى قصره، بكت نساء آل هاشم إلا زينب، فقد قالت: صدق الله يا يزيد: )ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون( (الروم: 10). أظننت يا يزيد أنه حين أخذ علينا بأطراف الأرض وأكناف السماء فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى، أن بنا هوانًا على الله وأن بك عليه كرامة؟ وتوهمت أن هذا لعظيم خطرك، فشمخت بأنفك، ونظرت فى عطفيك، جذلان فرحًا حين رأيت الدنيا مستوثقة لك، والأمور متسقة عليك؟ إن الله إن أمهلك، فهو قوله: )وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ( (آل عمران: 178). والله ما فريت إلا فى جلدك، ولا حززت إلا فى لحمك! وسترد على رسول الله J برغمك، ولتجدن عترته ولحمته من حوله فى حظيرة القدس يوم يجمع الله شملهم من الشعث )وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ( (آل عمران: 169). وستعلم أنت ومن بوأك ومكنك من رقاب المؤمنين – إذا كان الحكم ربنا، والخصم جدنا، وجوارحك شاهدة عليك – أينا شر مكانًا وأضعف جندًا. فوالله ما اتقيت غير الله، وما شكوت إلا لله، فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك.

العقيلة تعود إلى المدينة:

كان لهذه الكلمات السابقة وقع الصاعقة على يزيد، حيث صعب عليه الأمر، وقيل: إنه قال للإمام علي بن الحسين حين دعاه مودعًا: لعن الله ابن مرجانة – يقصد عبيد الله بن زياد – أما والله لو أنى صاحب أبيك ما سألنى خصلة أبدًا إلا أعطيته إياها، ولدفعت عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدى، ولكن قضى الله ما رأيت. ثم قال يزيد: يا نعمان بن بشير جهزهم بما يصلح، وابعث معهم رجلًا من أهل الشام أمينًا، وابعث معهم خيلًا وأعوانًا فيسيرون إلى المدينة. ثم كساهم وأوصى بهم الشامى، فما زال ذلك الشامى يلطف بهم؛ حتى دخلوا المدينة.

فقالت فاطمة لأختها سكينة: يا أخية لقد أحسن هذا الرجل الشامى إلينا فى صحبتنا فهل لك أن نكافئه؟ فقالت سكينة: والله ما معنا شيء نكافئه به إلا حُلينا، قالت فاطمة: فنعطيه حُلينا. فأخذت سكينة سوارها وبعض حليها، وأخذت أختها فاطمة سوارها، وبعثتا بذلك إليه، واعتذرتا إليه، وقالت له: هذا جزاؤك بصحبتك إيانا بالحسن من الفعل. فقال الشامى: لو كان الذي صنعت إنما هو للدنيا كان فى حليكن ما يرضينى، ولكن والله ما فعلته إلا لله ولقرابتكم من رسول الله. وأخذت السيدة زينب بعد ذلك تحكى لأهل المدينة ما فعل بهم وما تعرضوا له، فخشى يزيد أن تؤلب عليه الناس، فأرسل إلى والي المدينة أمرًا بأن يفرق أهل البيت فى الأقطار والأمصار. فجاء الوالي إلى السيدة زينب وطلب منها أن تخرج من المدينة فتقيم حيث تشاء.

العقيلة فى مصر:

اختارت السيدة زينب أرض مصر، وسافرت إليها فاستقبلها شعبها وأميرها مسلمة بن مخلد الأنصاري استقبالًا عظيمًا؛ فبقيت 1 فيها نحو عام.

وفاتها وضريحها:

توفيت سنة 62ھ ودفنت فى جزء من هذه الدار، التى تحولت بعد ذلك إلى مسجد تقام فيه شعائر الصلاة؛ وهو المسجد الزينبى المشهور بالقاهرة. وقد روت السيدة زينب الكثير من الأحاديث، وروي عنها، فرضي الله عنها وأرضاها.

وكتب على أعلى الباب المطل على المسجد:

رفــعوا لـزينب بنـت طــه قــبــة

عـلـيــاء مـحـكـمـة الـبنـاء مشيدة

نــور الـقـبــول يقول فى تاريخها

باب الرضى والعدل باب السيدة

وكتب على أبواب القبة الشريفة التى تضم الضريح الطاهر للعقيلة السيدة زينب 1، أبياتًا من الشعر، فعلى الباب المواجه للميدان وهو الباب المخصص حاليًا لدخول السيدات لزيارة الضريح كتب ما يأتى:

قــف تــوسل ببــاب بنت علي

بـخـضــوع وسـل إلــه السماء

تـحــظ بالعـــز والقبول وأرخ

باب أخت الحسين باب العلاء

وفى هذا المقام الطاهر المعروف بالحرم الزينبي، أو المسجد الزينبي، أو مسجد السيدة زينب، حيث أطلق اسمها على الحي كله، يقول الشاعر:

هــذا ضـــريح شقيقـــة القمرين

بـنـت الإمـــام شريــفــة الأبــويـن

وسليلة الزهراء بضــعــة أحمد

نــور الـوجـــود وسـيـــد الثــقـلين

نسب كريم للفـصـيـحـــة زينب

شمس الضحى وكريمة الدارين([1])

تحية إلى المجاهدة العابدة القانتة:

رضي الله عنك يا مهجة قلب البتول، وقرة عين الرسول، يا حبيبة خير خلق الله، وربيبة بيت وحي الله، وشقيقة السبطين، الحسن والحسين، وعمة الأئمة الميامين، من آل طه وياسين، ورحمة الله وبركاته.

السلام على ابنة مكة ومنى، وزمزم والصفا، سلام على من جدها محمد المصطفى، وأبوها علي المرتضى، وأمها فاطمة الزهراء، سيدة النساء، ابنة الدلائل الواضحات، والآيات البينات، والمعجزات الباهرات، والبراهين الظاهرات، المولودة فى معقل الطهر والتقى، ومهبط الوحى والهدى، المورثة عظيم الفضل والندى، سلام على المرأة الصالحة، والمجاهدة الناصحة، والحرة الأبية، والمعجزة المحمدية، والذخيرة الحيدرية، والوديعة الفاطمية، التى أطاعت الله تعالى فى السر والعلن، وتحدت بمواقفها أهل النفاق والفتن، وأرهبت الطغاة فى صلابتها، وأدهشت العقول برباطة جأشها، ومثلت أباها عليًّا بشجاعتها، وأشبهت أمها الزهراء فى عظمتها وبلاغتها، وهى المنسوبة لأسرة النبوة والإمامة، والموهوبة وسام الشرف والمجد والكرامة، وهى التى رضعت لبان الإيمان، وتربت بتلاوة القرآن، فشاع فخرها بكل زمان ومكان..

===========================================

([1]) من كتاب ابنة الزهراء بطلة الفداء زينب، على أحمد شلبى، 1977م.

عن الاسلام وطن

شاهد أيضاً

الإنسان خليفة الله في الأرض (14)

لما كان الإنسان جوهرة عقد المخلوقات وعجيبة العجائب، وقد جمع الله فيه كل حقائق الوجود …