التوحيد: هو الشراب الطهور الذى سقاه الله بيد عنايته من سلسبيل محبته إحسانًا منه سبحانه بسابقة الحسنى أزلًا…
الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم
بقية التوحيد
بقية عبارات أهل العلم بالله فى التوحيد:
قال الشبلى (رحمه الله): من توهم أنه واصل فليس له حاصل، ومن رأى أنه قريب فهو بعيد، ومن تواجد فهو فاقد، ومن أجاب عن التوحيد بالعبارة فهو غافل، ومن سكت عنه فهو جاهل، ما أرادت همة سالك أن تقف عند ما كشف لها؛ إلا نادته هواتف الحقيقة: (الذي تطلب أمامك)، وما تبرجت ظواهر المكونات؛ إلا نادته حقائقها: (إنما نحن فتنة فلا تكفر).
مَا يَنْتَهِى نَظَـــرِى مِنْهُمْ إِلَى رُتَبٍ
فِى الْحُسْنِ إِلَّا وَلَاحَــتْ فَوْقَهَا رُتَبُ
وقال الجريرى: ليس لعلم التوحيد إلا لسان التوحيد.
وقال الحسن (رحمه الله): العجز عن درك الإدراك إدراك.
تَبَارَكَ اللهُ وَارَتْ غَيْبَــــهُ حُجُبٌ
فَلَيْسَ يَعْرِفُ إِلَّا اللهُ مَـــــا اللهُ
دعا نبي إلى الله U بحقيقة التوحيد، فلم يستجب له إلا الواحد بعد الواحد، فعجب من ذلك، فأوحى الله U إليه: (تريد أن تستجيب لك العقول؟ قال: نعم، قال: احجبنى عنها، قال: كيف أحجبك وأنا أدعو إليك؟ قال: تكلم فى الأسباب وفى أسباب الأسباب) فدعا الخلق من هذا الطريق فاستجاب له الجم الغفير.
ومن عجز عن أقرب الأشياء نسبةً منه؛ فكيف يقدر على أبعد الأمور حقيقةً منه؟ من عرف نفسه؛ عرف ربه.
ومنه: دَعْ ما يسبق إلى القلوب إنكاره؛ وإن كان عندك اعتذاره.
ولما احتضر الوليد بن إبان (رحمه الله تعالى)، قال لبنيه: هل تعلمون أحدًا هو أعلم بالكلام منى؟ قالوا: لا، قال: فإنى أوصيكم بما عليه أهل الحديث، فإننى رأيت الحق معهم. وعن أبى المعالى نحوه.
ومنهم من هجر أحمد المحاسبى لما صنف فى علم الكلام، فقال: إنما قصدت إلى نصر السنة، فقال: ألست تذكر البدعة والشبهة؟ قلت: من تحقق كلام فخر الدين الرازي، وجده فى تقرير الشبه أشد منه فى الانفصال عنها، وفى هذا ما لا يخفى.
ومنه: من آمن بالنظر إلى ظاهر الثعبان؛ كفر بالاستماع إلى خوار العجل. ومن شاهد مجاوزة القدرة الإلهية لمنتهى وسعة القوة البشرية؛ لم يكترث بوعيد الدنيا، ولم يؤثر الهوى على الهدى والتقوى.
ومنه: قال علي بن الحسين A: من عرف الله بالأخبار، دون شواهد الاستبصار والاعتبار؛ اعتمد على ما تلحقه التهم.
ومنه: قيل لطبيب: بم عرفت ربك؟ قال: بالأهليج([1]) يجفف الحلق، ويلين.
وقيل لأديب: بما عرفت ربك؟ قال: بنحلة، فى أحد طرفيها عسل، وفى الآخر لسع، والعسل مقلوب اللسع.
وسأل الدهرية الإمام الشافعى عن دليل الصانع فقال: ورقة الفرصاد([2]) تأكلها دودة القز فيخرج منها الإبريسم([3])، والنحْل فيكون منها العسل، والظباء فينعقد فى نوافجها([4]) المسك، والشاة فيكون منها البعر، فآمنوا كلهم وكانوا سبعة عشر.
قيل لأعرابى: بم عرفت ربك؟ فقال: البعرة تدل على البعير، والروث يدل على الحمير، وآثار الأقدام تدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وبحار ذات أمواج، أما يدل ذلك على العليم القدير؟!!
قَدْ يُسْتَدَلُّ بِظَاهِـــــرٍ عَن بَاطِنٍ
حَيْثُ الدُّخَانُ يَكُونُ مَوْقِـــــدُ نَارِ
قيل لأعرابى: بم عرفت الله؟ فقال: بِنَقْضِ عزائم الصدور، وسوق الاختيار إلى حبائل المقدور.
وقال الدقاق: لو كان إبليس بالحق عارفًا، ما كان لنفسه بالإضلال والإغواء واصفًا.
ومنه: التوحيد محو آثار البشرية، وتحديد صفات الألوهية، الحقُّ واحدٌ فى ذاته لا ينقسم، واحدٌ فى صفاته لا يُمَاثَلُ، واحدٌ فى أفعاله لا يُشَارَكُ، لو كان موجودًا عن عدم، ما كان موصوفًا بالقِدَمِ، الحياة شرط القدرة، دلت على ذلك الفطرة، لو لم يكن الصانع حيًّا؛ لاستحال أن يوجد شيئًا. لو لم يكن باقيًا؛ لكان للألوهية منافيًا. لو كان البارى جسمًا؛ ما استحق الألوهية اسمًا، لو كان البارى جوهرًا؛ لكان للتحيز مفتقرًا. الْعَرَضُ لا يبقى، والقديم لا يتغير ولا يفنى. لو لم يكن بصفة القدرة موصوفًا؛ لكان بِسِمَةِ العجز معروفًا. لو لم يكن عالمًا قادرًا؛ لاستحال كونه خالقًا فاطرًا. دلت الفطرة والعبرة أن الحوادث لا تحصل إلا من ذى قدرة، لو لم يكن بالإرادة قاصدًا؛ لكان العمل بذلك شاهدًا. من تنوع إيجاده؛ دل ذلك على أن الفعل مراده. لو لم يكن بالسمع والبصر موصوفًا؛ لكان لضديهما مألوفًا. لو جاز سامع لا سمع له؛ لجاز صانع لا صنع له. لو كان سمعه بِأُذِنٍ؛ لافتقرت ذاته إلى ركن. من صدرت عنه الشرائع والأحكام؛ كان موصوفًا بالكلام. ليس فى الصفات السبع ما لا يتعلق إلا بالحياة، ولا يؤثر إلا القدرة والإرادة، كما جاز أن يأمر بما لا يريد، جاز أن يريد ما لا يحب. لا يُسْأَلُ عَمَّا يفعل، الواحد كافٍ([v]) وما زاد عليه متكافٍ، ليس مع الله تعالى موجودات؛ لأن الموجودات كلها كالظل من نور القدرة. له نور التبعية لا رتبة المعية.
إِنَّ مَنْ أَشْرَكَ بِاللهِ جَهُــولٌ بِالْمَعَانِى
أَحْوَلُ الْعَقْلِ لِهَذَا ظَنَّ لِلْوَاحِــدِ ثَانِى
قال سيدنا جعفر بن محمد: لو كان على شىء لكان محمولًا، ولو كان فى شىء لكان محصورًا، ولو كان من شىءٍ لكان مُحدثًا.
قيل لتمامة بن الأشرف (رحمة الله تعالى عليه): متى كان الله؟ فقال: ومتى لم يكن؟ فقيل: لم كفر الكافر؟ فقال: الجواب عليه.
قال خادم أبى عثمان: قال لى مولاى: يا محمد لو قيل لك: أين معبودك؟ ما كنت تجيب؟ قال: أقول: بحيث لم يزل. قال: فإن قيل لك: فأين كان فى الأزل؟ فقال: أقول: بحيث هو الآن. فنزع قميصه وأعطانيه.
قيل لصوفى: أين هو؟ فقال: محقك الله، أيطلب مع العين أين؟.
ومنه: سمعت شيخًا يقول: نقصنا صفة كمال له فينا، يعنى إذا وجب له كل الكمال وجب لنا كل النقص. وهذا على أنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان، وفيه كلام.
ومنه: بلغ أحمد أن أبا ثور قال فى الحديث: خلق الله آدم على صورته أن الضمير لآدم، فهجره، فأتاه أبو ثور فقال أحمد: أى صورة كانت لآدم يخلقه عليها، كيف تصنع بقوله: (خلق الله آدم على صورة الرحمن)([vi]) فاعتذر إليه وتاب بين يديه.
ومنه: أتى يهودى المسجد فقال: أيكم وَصِىُّ محمد J؟ فأشاروا إلى الصديق t قال: إنى سائلك عن أشياء لا يعلمها إلا نبى أو وصى نبى، قال: سَلْ، قال: فأخبرنى عما ليس لله، وعما ليس عند الله، وعما لا يعلمه الله، فقال: هذه مسائل الزنادقة وَهَمَّ بقتله، فقال ابن عباس: ما أنصفتموه، إما أن تجيبوه، وإما أن تصرفوه إلى من يجيبه، فإنى سمعت رسول الله J يقول لعليٍّ: (اللَّهُمَّ اهْدِ قَلْبَهُ وَثَبِّتْ لِسَانَهُ)([vii]) فقال أبو بكر: قُمْ معه إلى علىّ، فقال له سيدنا علىّ: أمَّا ما لا يعلمه الله فقولكم فى عُزَيْرٍ: إنه ابن الله، والله U لا يعلم له ولدًا، قال فى التزيل: )وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ( (يونس: 18) وأما ما ليس عند الله فالظلم، وأما ما ليس له فالشريك.
فأسلم اليهودى، فَقَبَّلَ أبو بكر رأس علىّ وقال له: يا مفرج الكربات، وورد مثل هذه المسائل عن الصحابة y.
وقال العتابى لأبى قزة النصرانى عند المأمون: ما تقول فى المسيح؟ قال: من الله، قال: البعض من الكل على سبيل التجزؤ، والولد من الوالد على طريق التناسل، والخل من الخمر على وجه الاستحالة، والخلق من الخالق على جهة الصفة، فهل من معنى خامس؟ قال: لا، ولكن لو قلت بواحد منها ما كنت تقول؟ قال: البارى لا يتجزأ، ولو جاز عليه ولد لجاز له ثان وثالث وَهَلُمَّ جَرَّا، ولو استحال فسد، والرابع مذهبنا وهو الحق.
ومنه: أول ما تكلم به عيسى u فى المهد أن قال: )إِنِّى عَبْدُ اللهِ( (مريم: 30)، وهو حجة على الغالين فيه، يقال لهم: إن صدق فقد كذبتم وإلا فمن عبدتم ولم ادعيتم؟.
قال القاضى بن الطيب للقسيس لما وَجَّهَهُ عضد الدولة إلى ملك الروم: لم اتَّحَدَ اللاهوت بالناسوت؟ فقال: أراد أن ينجى الناس من الهلاك، قال: فهل درى أنه يقتل ويصلب أو لا؟ فإن لم يدر لم يجز أن يكون إلهًا ولا ابنًا، وإن درى فالحكمة تمنع من التعرض لمثل ما قلتم إنه جرى.
سأل القاضى هذا البطريق عن أهله وولده، فأنكر ذلك النصارى، فقال: تبرئون هذا ما تثبتونه لربكم؟ سوأة لهذا الرأى، فكسروا.
قال ابن العربى: سمعت الفقراء ببغداد يقولون: إن عيسى u كان إذا خلق من الطين كهيئة الطير طار شيئًا ثم سقط ميتًا؛ لأنه كان يخلق ولا يرزق، ولو رزق لم يبق أحد إلا قال هو الله؛ إلا من أوتي هداه.
سأل ابن شاهين الجنيد عن معنى (مَعَ) فقال: مع الأنبيــاء بالنظــر والكلاءة )إِنَّنِى مَعَكُمَا( (طه: 46)، ومع العامة بالعلم والإحاطة )وَهُوَ مَعَهُمْ( (النساء: 108)، فقال: مثلك يصلح دليلًا على الله.
ومنه: سأل قَدَرِىٌّ عليًّا t عن القدرة، فأعرض عنه، فَأَلَحَّ عليه فقال: أخلقك كيف شِئْتَ أم كيف شاء؟ فأمسك، فقال: أترونه يقول: كيف شِئْتُ إذًا والله أقتله، فقال: كيف شاء، فقال: أيحييك كيف تشاء أو كيف يشاء؟ قال: كيف يشاء، فقال: أيدخلك حيث تشاء أو حيث يشاء؟ قال: حيث يشاء، قال: اذهب فليس لك من الأمر شىء.
قال أبو سليمان: أَدْخَلَهُمُ الجنة قبل أن يطيعوه، وأدخلهم النار قبل أن يعصوه، جَلَّ حكم الأزل أن يضاف إلى العلل، سبق قضاؤه فعله )إِنِّى جَاعِلٌ فِى الأَرْضِ خَلِيفَةً( (البقرة: 20)، وأوقفت مشيئته أمره )وَلَو شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِى الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا( (يونس: 99).
قال الشاذلى: أهبط آدم إلى الأرض قبل أن يخلقه؛ لأنه قال: )فِى الأَرْضِ( ولم يقل: فى السماء، ولا فى الجنة.
قال الأوزاعى: قضى بما نهى، وحال دون ما أَمَرَ، وأخطر إلى ما حَرَّمَ.
قال الأوزاعى لغيلان: مشيئتك مع مشيئة الله U أو دونها؟ فلم يجبه، فقال هشام بن عبد الملك: فلو اختار واحدة؟ فقال: إن قال: معها، فقد زعم أنه شريك، وإن قال: وحدها، فقد تفرد بالربوبية، قال: لله درك أبا عمرو.
من بيان عظمته: )رَفِيعُ الدَّرَجَات( (غافر: 15)، من آثار قدرته: )رَفَعَ السَّمَاوَاتِ( (الرعد: 2)، توقيع أمره )يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ( (النحل: 90)، واقع زجره: )وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْى( (النحل: 9،0) تنفيذ حكمه: )فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ( (البروج: 16) دستور ملكه: )لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ( (الأنبياء: 23).
قال ابن إياس بن معاوية: ما خاصمت أحدًا بعقلى كله إلا القَدَرِيَّةَ، قلت لقَدَرِىٍّ: ما الظلم؟ فقال: أخذ ما ليس لك، قلت: فإن الله له كل شىء.
قال الواسطى: ادَّعَى فرعون الربوبية على الكشف، وادعت المُعْتَزِلَةُ الربوبية على الستر، تقول: ما شئتُ فعلتُ.
ومنه: من أقصته السوابق؛ لم تدنه الوسائل، إذا كان القَدَرُ حقًا؛ فالحرص باطل، إذا كان الله U عدلًا فى قضائه؛ فمصيبات الخلق بما كسبت أيديهم.
مَا عُذْرُ مَعْتَزِلِىٍّ مُوسِــــرٍ مَنَعَتْ
كَفَّاهُ مُعْتَزِلِيًّا مُعْسِــــــرًا صَفَدَا
أَيَزْعُمُ الْقَدَرَ الْمَحْتُــــــومَ ثَبَّطَهُ
إِنْ قَالَ ذَاكَ فَقَدْ حَـلَّ الَّذِى عَقَدا
ومنه: دخل محمد بن واسع على بلال ابن فروع فقال: ما تقول فى القَدَرِ؟ فقال: تفكر فى جيرانك أهل القبور فإن فيهم شُغْلًا عن القَدَرِ.
وَكُلُّ مَنْ أَغْـــــــرَقَ فِى نَعْتِهِ
أَصْبَحَ مَنْسُوبًا إِلَى الْعَـــــــىِّ
المقادير تبطل التقدير وتنقض التدبير، قال مُعْتَزِلِىُّ لِسُنِّى: لو أراد ثبوت أحد على الكفر لم يقل: )يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ( (البقرة: 257) فقال السنى: لو لم يكن الإيمان من فعله لم يقل: )يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ( (البقرة: 257).
قال تغفور طاغية النصارى لأبى الحسن الشابانى: أنت تقول إن الخير والشر من الله – وذلك لأن النصارى كلهم على مذهب القَدَرِيَّةِ فى الاستطاعة – قال: نعم، قال: كيف يعذب عليه؟ هل كان حقًّا عليه أن يخلق؟ فقال: لم يضطره إلى ما خلق مُضْطَرٌّ.
قيل: نزلت: )وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ( (الشعراء: 99) فى القَدَرِيَّةِ؛ لأنهم أضافوا الحول والقوة فى الشر إلى البشر فأشركوهم فى الخلق، أما ترى قوله تعالى: )إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِى ضَلَالٍ وَسُعُرٍ( (القمر: 47) إلى قوله تعالى: )إِنَّا كُلَّ شَىْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ( (القمر: 49).
كُنْتُ دَهْرًا أَقُولُ بِالاسْتِـــــطَاعَة
وَأَرَى الْجَبْرَ ضَلَّةً وَشــــــَنَاعَةً
فَفَقَدْتُ اسْتِطَاعَتِى فِى هَوَى ظَبْىٍ
فَسَـــــــمْعًا لِمَنْ أُحِبُّ وَطَاعَةً
*****
مَا لَا يَكُونُ فَلَا يَكُـــــونُ بِحِيلَةٍ
أَبَدًا، وَمَا هُوَ كَائِنٌ سَيَكُــــــونُ
*****
تُرِيدُ النَّفْـــــسُ أَن تُعْطَى مُنَاهَا
وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا مَا يَشَــــــــاءُ
*****
شِفَاءُ الصُّدُورِ فِى التَّسْلِيمِ لِلْمَقْدُورِ.
*****
إِذَا لَمْ يَكُنْ إِلَّا الأَسِـــــنَّةُ مَرْكِبًا
فَلَا رَأْىَ لِلْمُضْطَرِّ إِلَّا ارْتِكَابُــــهَا
*****
أَىُّ يَوْمٍ مِنَ الْمَوْتِ أَفِـــــــرُّ
يَوْمَ لاَ يَقْدِرُ أَمْ يَــــــــوْمَ قَدَرِ
*****
إِذَا كَانَ الدَّاءُ مِنَ السَّمَاءِ، بَطَلَ الدَّوَاءُ.
قالت الحائط للوتد: لم تَشُقَّنِى؟ قال: سل من يدقنى.
النَّاسُ يُلْحُــــــونَ الطَّبِيبَ وَإِنَّمَا
غَلَطُ الطَّبِيبِ إِصَـــــابَةُ الْمَقْدُورِ
قيل لحكيم: أخرج الْهَمَّ من قلبك، فقال: ليس بإذنى دخل.
نَفْسِى تُنَازِعُنِى فَقُلْــــتُ لَهَا قِرِّى
مَوْتٌ يُرِيحُكِ أَوْ صُعُــــودُ المِنْبَرِ
مَا قَدْ قَضَى سَــيَكُونُ فَاصْطَبِرِى لَهُ
وَلَــكِ الأَمَـــــانُ مِنَ الَّذِى لَمْ يُقْدَرِ
وَلْتَعْلَمِى أَنَّ الْمُقَـــــــدَّرَ كَائِنٌ
لَا بُدَّ مِنْهُ صَبِرْتِ أَمْ لَـــمْ تَصْبِرِى
الخاتمة
علم وعين وحق التوحيد
وإلى هذا نختتم بشميم من عبيره t من قصيدة له:
فَوْقَ عِلْمِ التَّوْحِـــــيدِ عَيْنُ الْيَقِينِ
فَوْقَهَا الْحَــــــقُّ حُظْوَةُ التَّمْكِينِ
نُورُ عِلْمِ التَّوْحِــــيدِ يُخْفِى الْمَبَانِى
حَيْرَتِى فِيهِ مَبْدَأُ التَّلْـــــــوِينِ
فِيهِ صَحَّ التَّعْبِيرُ سِــــــرُّ بَيَانِى
ثُمَّ عَيْنُ التَّوْحِــــيدِ فِى الْمَضْمُونِ
فَوْقَ فَحْـــــوَى إِشَارَتِى وَبَيَانِى
فِى خَفَاءٍ مِنَ الْكِتَابِ المُـــــبِينِ
ثُمَّ حَقُّ التَّوْحِــــيدِ فِى غَيْبِ غَيْبٍ
فَوْقَ إِدْرَاكِنَا بِكَــــــنْزٍ مَصُونِ
كُلُّ مَا لاَحَ فَهُــــــوَ عِلْمُ بَيَانٍ
مِنْ إِشَـــــــارَاتِ عَالَمٍ بِالدِّينِ
ثُمَّ عَيْنُ التَّوْحِــــيدِ لِلرُّوحِ تُجْلَى
فِى مَقَامِ اصْطِفَاءِ أَهْــــلِ الْيَمِينِ
ثُمَّ حَقُّ التَّوْحِــــــيدِ غَيْبٌ خَفِىٌّ
غَامِضٌ قَدْ يَلُوحُ فِى التَّعْـــــيِينِ
لَمْ تَسَـــــعْهُ الأَوْرَاقُ بَلْ وَلِسَانِى
لَمْ يَبُحْهُ مِنْ مَبْدَإِ التَّكْــــــوِينِ
فَوْقَ ذَوْقِى وَفَوْقَ حَالِى وَكَشْـــفِى
وَهُوَ فَضْلٌ مِن مُنْعِـــــمٍ وَمُعِينِ
====================
([1]) الإِهْلِيجُ: نوع من الأدوية.
([2]) الْفِرْصَادُ: اسم يطلق على التوت.
([3]) الإِبْرَيْسَمُ: أحسن الحرير.
([4]) النَّافِجَةُ: وِعَاءُ المسك فى جسم الظَّبْىِ.
([v]) (كافٍ) من قوله تعالى: )أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ( (الزمر: 36).
([vi]) ذكره السيوطى فى جمع الجوامع حرف اللام 1/18350، حديث رقم 772، وقال: لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورته، وفى لفـــظ على صورة الرحمن (الدارقطنى فى الصفات عن ابن عمر) أخرجـــه الدارقطنى فى الصفات (1/36 ، رقم 48). وأخرجـه أيضًا: عبد الله بن أحمد فى الســـــنة (1/268، رقم 498). واللالكائى (3/423، رقم 716)، والديلمى (5/16، رقم 7309). وفيض القدير للمناوى 3/593 شرح حديث رقم 3982، دار الكتب العلمية – بيروت ط1، 1415هـ – 1994م.
([vii]) صحيح ابن ماجة فى باب ذكر القضاء ص 168، وأبو داود فى صحيحه فى كتاب الأقضية فى باب كيف القضاء، والحاكم فى المستدرك 3/135، والنسائى فى الخصائص ص 11، والإمام أحمد فى مسنده 1/83، 88، 111، 136، 149.