أحبائي؛ بعد أن عرضنا موضوع الصلاة؛ تعالوا بنا نطرق باب الصيام وهو ركن من أركان الإسلام؛ لنتعرف على بعض الأشياء التي يجب على المسلم معرفتها…
المحاسب مصطفى فهيم
الصوم
أحبائي براعم الإيمان:
أحبائي؛ بعد أن عرضنا موضوع الصلاة؛ تعالوا بنا نطرق باب الصيام وهو ركن من أركان الإسلام؛ لنتعرف على بعض الأشياء التي يجب على المسلم معرفتها.
المسلم يحافظ على فريضة الصوم:
يقول الله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ( (البقرة: 183)، ويقول جل شأنه: )شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ( (البقرة: 185).
وقد فرض الله صيام شهر رمضان على المسلمين في السنة الثانية للهجرة.
والصيام لغة: هو الإمساك عن الشيء والامتناع عن فعله.
والصيام شرعًا: الامتناع عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
فأنا أصوم؛ لأن الله تعالى فرض الصيام، والصيام به صفاء القلب، ويساعد النفس على الاستقامة، ويقوي إرادة الإنسان وصدق العزيمة وقوة البدن، واكتساب الصحة، والشفاء من الأمراض، وبه ينال المسلم التقوى وشكر المعطي تعالى.
أركان الصوم:
1- النية، ومعناها القصد، وهو اعتقاد القلب فعل شيء وعزمه عليه من غير تردد، والمراد بها هنا: قصد الصوم.
2- الإمساك عن المفطرات من طعام وشراب وجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
من يجب عليه الصوم:
يجب الصوم على كل مسلم عاقل، بالغ، قادر عليه من غير مشقة بالغة.
تدريب الصبيان على الصوم:
الصبي لا يجب عليه الصوم؛ حتى يبلغ، ولكن يستحب على وليه أن يدربه عليه إذا لم يكن في ذلك مشقة بالغة، فقد كان بعض أصحاب رسول الله J يدربون صبيانهم عليه.
فعن الرُّبيِّع بنت معوذ قالت: “كنا نصوم ونصوِّم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن – أي: الصوف-، فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه إياه؛ حتى يكون عند الإفطار”، أي: أعطيناه هذا الصوف يتلهى به؛ حتى يحين موعد الإفطار.
الصيام المنهي عنه:
– يحرم صوم يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى.
– ويحرم صيام أيام التشريق، وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة – وسميت بأيام التشريق لتشريق اللحم فيها ولتعريضه للشارقة وهي الشمس -، وأجاز أصحاب الشافعي صيام أيام التشريق فيما له سبب من نذر أو كفارة أو قضاء.
– ويكره للمسلم أن يخص يوم الجمعة بصيام، فمن أراد أن يصوم فليصم يومًا قبله أو بعده.
– ويكره صوم يوم الشك وهو اليوم المكمل للثلاثين من شعبان إذا تحدث الناس فيه عن رؤية الهلال دون أن تثبت الرؤية وكانت السماء غيمًا، إلا إذا صادفت هذا اليوم يومًا اعتاد الصوم فيه؛ فإنه لا يكره صومه حينئذ، مثل أن يكون قد تعود صوم يوم الاثنين أو الخميس وكان يوم الشك أحد هذين اليومين، أو كان هذا اليوم قد صامه قضاء عن يوم أفطره، أو كان من الأيام التي نذر صومها لله U.
– ويكره صيام يوم السبت بمفرده؛ لأن اليهود تعظمه فينبغي أن نخالفهم، فمن أراد أن يصومه فليصم معه يومًا قبله أو بعده، ولا يكره صيامه لمن نواه قضاء مما عليه.
– لا يحل للمرأة المتزوجة أن تصوم تطوعًا وزوجها حاضر إلا بإذنه.
– ويكره للمسلم إذا نزل ضيفًا بقوم أن يصوم بغير إذنهم.
– ويكره الوصال وهو صوم يومين فأكثر بلا فطر بينهما قصدًا، وهو منهي عنه لقول النبي J: (إيَّاكم والوصال) قالها ثلاث مرات، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله، قال: (إنكم لستم في ذلك مِثْلِي، إني أبيتُ يطعمني ربي ويسقِيني، فاكلفوا من العمل ما تطيقون).
صيام التطوع:
– يستحب صيام ستة أيام من شوال متتابعة أو متفرقة عقب عيد الفطر أو بعده بأيام.
– يستحب لغير الحاج صوم يوم عرفة لما له من فضل عظيم.
– ومن السنة صيام يوم عاشوراء.
– ويستحب صوم يوم الاثنين والخميس.
– ويستحب صيام ثلاثة أيام من كل شهر.
– ويستحب الصوم في شعبان أكثر من غيره، فقد كان النبي J أكثر ما يُرى صائمًا في شعبان، فقد كان تارة يصومه كله، وتارة يصوم أكثره.
– ومن فوائد الصوم تقوية الإرادة وإضعاف الشهوة الجنسية والحد من الرغبة في النساء، قال J: (يا معشرَ الشبابِ مَن استطاع منكم الباءةَ فليتزَوَّجْ؛ فإنه أغضّ للبصر وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجاء)؟
أيام وليالي نحتفل بها
(1) الاحتفال بمولد سيدنا ومولانا رسول الله J:
الاحتفال به حياة الرُّوح والقلب والجسد، به دراسة سيرته J؛ وما بها من عقيدة وعبادة ومعاملة وأخلاق، فالفرح برسول الله J يفوق فرحنا بالعافية والمال والأهل والعيال، قال رسول الله J عندما سُئل عن صيام يوم الاثنين قال: (هَذَا يَوْمٌ وُلِدتُ فِيهِ).
ومن المعلوم أن أفضل الليالي ثلاث:
1- ليلة هي أفضل الليالي في حق العوالم كلها.
2- وليلة هي أفضل الليالي في حق الملائكة والنبيين.
3- وليلة هي أفضل الليالي في حق أمة سيد المرسلين J.
– فأما الأولى: فهي ليلة مولد سيدنا رسول الله J؛ ففيها رحم الله سائر العوالم بميلاد رحمة الله للعالمين.
– وأما الثانية: فهي ليلة الإسراء والمعراج، ففيها نال الملائكة والنبيون حظهم ونصيبهم من رحمة سيدنا رسول الله J؛ حيث أُكْرِمُوا برؤية أنواره وشهود أسراره في تلك الليلة.
– وأما الثالثة: فهي ليلة القدر، وفيها نالت أمة المصطفى J أعظم العطاء بنزول القرآن على قلب سيدنا رسول الله J فكانت خيرًا من ألف شهر، ولولا الليلة الأولى ما كانت الليلة الثانية ولا الثالثة.
قال تعالى: )قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ( (يونس: 58).
وقال الحسن البصري: وددت لو كان لي مثل جبل أُحُد ذهبًا فأنفقه على قراءة مولد النبي J.
وقال الإمام الشافعي: من جمع لمولد النبي – J – إخوانًا؛ وقدم طعامًا؛ وأخلى مكانًا؛ وعمل إحسانًا؛ وصار سببًا لقراءته؛ بعثه الله يوم القيامة مع الصديقين والشهداء والصالحين، ويكون في جنة النعيم.
(2) الاحتفال بالإسراء والمعراج:
وهي ليلة الإسراء والمعراج، وما بها من أمور تدل على قدرة الله وتشعرك بعظمته سبحانه، وما بها من مشاهد حقيقية رآها رسول الله J، والمعجزة في أن النبي J أسرى به من مكة المكرمة إلى القدس الشريف إلى السماوات العلا إلى حيث زج به في الأنوار في جزء قليل من الليل.
(3) ليلة النصف من شعبان:
ليلة الإجابة والقبول، ليلة القسمة والتقدير، ليلة تُكتب فيها الآجال والأرزاق، ليلة تحويل القبلة وانشقاق القمر، ليلة المغفرة لمن دعا وابتهل إلى الله وحضر وذكر..