أخبار عاجلة

السلفية والهنود الحمر .. قاوِموا عدوَّكم الخفيَّ

يستوقفني كثيرًا تاريخ قارة أمريكا الشمالية، وكيفية القضاء على الأمريكيين القدماء أو الهنود الحمر، الذين كانوا السكان الأصليين للأمريكتين قبل عصر كريستوفر كولومبس، وقد سُمُّوا بالهنود الحمر؛ لأن كريستوفر كولومبس ظن خطأ أنه في الهند عندما اكتشفها…

السيد علاء أبو العزائم

شيخ الطريقة العزمية

ورئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية

السلفية والهنود الحمر .. قاوِموا عدوَّكم الخفيَّ

يستوقفني كثيرًا تاريخ قارة أمريكا الشمالية، وكيفية القضاء على الأمريكيين القدماء أو الهنود الحمر، الذين كانوا السكان الأصليين للأمريكتين قبل عصر كريستوفر كولومبس، وقد سُمُّوا بالهنود الحمر؛ لأن كريستوفر كولومبس ظن خطأ أنه في الهند عندما اكتشفها.

كانت شعوب أمريكا الشمالية شعوب حضارية، وظهرت بها عدة حضارات متنوعة، وكانوا يصنعون من النحاس آلاتهم بطَرْقِهِ ساخنًا أو باردًا. لكنهم لم يعرفوا طريقة صهره ولا كيفية صبِّه في القوالب كما كان متبعًا في العالم القديم منذ سنة 1500 ق.م. وفي المنطقة القطبية الشمالية مارس الأمريكيون الأصليون صيد الأسماك والحيوانات.

حين استعمرهم الأوربيون في القرن الخامس عشر الميلادي واجهوا تحديات كبيرة، ورغم أن البعض تعايش وتبادل التجارة مع المستعمر واستوعب تقنياته؛ إلا أن المستعمر الأوربي استولى على أراضيهم، وعمل على إبادتهم في كندا وأمريكا.

وحين وصل كريستوفر كولومبس بطلائع الاستعمار الأوروبي عام 1492 م أرضهم؛ كان عدد الهنود الحمر يقدّر ما بين 40 إلى 90 مليونًا. وحين جاء الإسبان وجدوا 50 قبيلة هندية في الغرب، وكان لهم لغاتهم المتنوعة.

وجلب الأوربيون معهم الأمراض كوسيلة حرب بيولوجية، مثل: الجدري والحصبة والطاعون والكوليرا والتيفود والدفتيريا والسعال الديكي والملاريا، وبقية الأوبئة التي كانت تحصد السكان الأصليين.

وكانت السلطات البريطانية توزع عليهم الألحفة (الأغطية) الحاملة للأمراض عمدًا؛ بهدف نشر الأمراض بينهم.

غيَّر الاستيطان الأوروبي للأمريكتين إلى الأبد حياة وسلالات وثقافات شعوب القارة. ويقول تاريخ الشعوب الأمريكية الأصلية: إن التعرض للأمراض المُعدية، والتهجير، والحروب تسببت في تناقص أعداد السكان، وأن الأمراض المعدية احتلت الصدارة بين هذه الأسباب. كانت أول مجموعة من الأمريكيين الأصليين التقاها كولومبس هم شعب التاينو في هيسبانيولا، الذي كان تعداده ربع مليون نسمة، وكانت حضارته هي الحضارة السائدة في جزر الأنتيل الكبرى والبهاما. غير أن 70% من ذلك الشعب قضى نحبه في ظرف ثلاثين عامًا من جراء الأمراض الأوروبية (كالحصبة والجدري) التي كانت أجسادهم تفتقر إلى المناعة ضدها، والتي حصدت الجانب الأكبر من أفراد هذا الشعب.

يقدر أن الاجتياح المتكرر بالإنفلونزا والحصبة والجدري أدى في تناقص ما قدر بنصف إلى ثلثي السكان الأصليين لشرق أمريكا الشمالية في ظرف قرن من الغزو الأوروبي للمنطقة، وقد قدر أن الجدري تسبب في فناء 90% من السكان الأصليين لمستعمرة خليج ماساتشوستس.

أضف إلى الأثر المدمر لهذه الأمراض في اتجاه أفراد شعب التاينو إلى السلوك الانتحاري كوسيلة للخلاص من الامتهان والعمل الإجباري الشاق الذي فرضه الإسبان عليهم، فكانت النساء يجهضن أنفسهن، أو يقتلن أطفالهن الرضع بأنفسهن، والرجال يقفزون من المرتفعات، أو ينتحرون بتناول سم المانيوق الزعاف.

عندما أفكر فيما فعلته طلائع الاستعمار للأمريكتين، أجد أنه لا يفرق شيئًا فيما يفعله في الأمة الخوارج من السلفية، والإخوان، وجماعات التكفير والهجرة، وأنصار بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس، وداعش والنصرة، والقاعدة، وغيرها من جماعات الفكر الخارجي.

الأداة: نشر الأمراض

نستطيع أن نقول: إن كل قائد للفكر السلفي في كل وقت هو كريستوفر كولومبس، مهمته هي إبادة السكان الأصليين لهذه الأرض (المسلمين)، بهدف تهيئة المناخ لدخول المستعمر لاستيطان هذه الأرض، واستعباد ما تبقى من شعبها، واستنزاف خيراتها ومواردها.

كريستوفر كولومبس نشر الحصبة والجدري والأنفلونزا في أجساد الأمريكان الأصلييين، لكن السلفية ينشرون أمراضًا أكثر فتكًا بيننا.

الأمراض التي ينشرها السلفيون تتضمن: الجهل، والبغض، والحقد، والعداء، وعقوق الوالدين، وقطع الأرحام، وعدم الرحمة، والانتهازية، والصراع على السلطة، والتخلف العلمي، والضعف، والتفكك المجتمعي.

هؤلاء يعملون بشتى الطرق من أجل القضاء على المسلمين.

فالجهل، يجعلنا متخلفين عن الركب الحضاري المعاصر، وبالتالي نصبح في ركب الأمم، وقد تجدنا الدول الرائدة للمجتمع الدولي الحالي عبئًا عليها، فتفكر في التخلص منا.

وأما البغض والحقد والعداء، فهو تجارة الخوارج الرائجة، فهي تصنف الأمة: إما مسلمين وإما كفار، ويسمون أنفسهم بأسماء تعبر عن أفكارهم، وتتلخص في أنهم شعب الله المختار فقط، فتراهم يطلقون على أنفسهم: أنصار السنة المحمدية، والجمعية الشرعية، والإخوان المسلمين، وأنصار بيت المقدس، وغيرها من المسميات الإقصائية.

وبالتالي تجعل هناك عداءً بين من يعتبرون أنفسهم المسلمين الوحيدين، وبين باقي المسلمين، خصوصًا أنهم يستحلون دماءهم وأموالهم وأعراضهم.

وأما عقوق الوالدين وقطع الأرحام، فهو النتيجة الطبيعية لما يقوم به الخوارج، من ملء أفكار فراخهم من أنهم على صواب، وأن أباءهم وأهلهم كفار، وبالتالي يتعاملون معهم تعاملًا لا يصح، أو يقطعون التعامل معهم.

وأما عدم الرحمة، فهو نتائج الشحن العقائدي، والتفرك المذهبي، والتعصب للجماعات الذي ينشره الخوارج.

والانتهازية، والصراع على السلطة، هو الأسلوب الذي ينشره الخوارج بيننا كأسلوب للحياة، حيث تدور حياتهم حول استغلال الفرص للوصول إلى الحكم.

والتخلف العلمي، هو أخطر الأمراض التي ينشرها الخوارج، فيقولون: إن الله سخَّر الغرب لصناعة الأشياء التي تخدمنا؛ حتى نتفرغ للعبادة، فأصبحت الأمة الإسلامية عالة على الأمم، تأخذ غذاءها ودواءها وسلاحها من أعدائها.

والضعف، هو النتيجة الطبيعية لاستنزاف الجيوش الإسلامية بالأذرع المسلحة للجماعات الخارجية، فهي تستنزف القدرات العسكرية لجيوش المسلمين، في حرب عصابات، تشغلهم عن محاربة عدوهم الحقيقي: إسرائيل.

وأما التفكك المجتمعي، فهو مصيبة من مصائب الخوارج، يجعل المجتمع الإسلامي مجتمع أفراد، ويحول الولاء من العائلة أو الدولة أو الأمة، للولاء للجماعة، ومع شحن الأدمغة بكراهية المجتمع وتكفيره، يصبح المجتمع مفككًا.

الهدف: الإبادة

الغرض الذي يتم من خلاله نشر الأفكار الخارجية في هذا الزمان، هو إبادة المسلمين، فالغرب الذي يخطط لتقليل عدد سكان العالم من 8 مليارات نسمة، للوصول إلى المليار الذهبي، يجد أن المسلمين عالة عليه، لكنه في نفس الوقت لا يريد أن يخسر سِنتًا واحدًا في حرب إبادة المسلمين، فاستغل هذه الجماعات؛ حتى تقوم بقتل المسلمين بأيادٍ تدَّعي أنها من المسلمين.

ترى دولًا إسلامية تنفق مليارات لدعم هذا الفكر بتوجيه من الغرب، ودولًا أخرى تمد التنظيمات بالسلاح، وأخرى تفتح أراضيها لتدربهم، والمحصلة النهائية هي قتل المسلمين.

قتل السلفيين وأذرعهم التكفيرية العسكرية للجيوش الإسلامية، هدفه القضاء على الأمن في بلاد المسلمين، وبالتالي تصبح بلاد فوضى، فينهب ويقتل المسلم أخاه، وتكثر عمليات الثأر بين القبائل والعائلات، ومع الوقت يقضي المسلمون على أنفسهم، دون وجود قوة عسكرية تحمي بلدانهم.

طلائع الاستعمار الأوروبي للأمريكتين وأستراليا كان بهم الكثير من المجرمين الذين أرادت أوروبا التخلص منهم في هذه الأرض الجديدة، وكذلك الحال مع السلفية، فقد استغلهم أعداء الأمة ليدخلوا في حرب مع المسلمين، وهم في نظرها أقل من البشر ولا ثمن لهم، مثل المجرمين، فإذا قضوا على غيرهم أو قُضي عليهم، لم يخسر الغرب شيئًا.

ومن المُسَلَّم به، أنه لو قامت الفرق الخارجية بقتل كل المسلمين، ولم يتبقَ غيرهم، سيقومون بالقتال فيما بينهم؛ حتى يقضوا على أنفسهم بصورة نهائية؛ لأن الغرض الأساس من تواجدهم هو إنهاء الوجود الإسلامي في كوكب الأرض، أو إضعاف المسلمين للدرجة التي تجعلهم عبيدًا للاستعمار الغربي الذي سيأتيهم عندما يصلون لدرجة من الضعف والاستسلام تجعل دخول الاستعمار يمر دون مقاومة.

العلاج: المقاومة

الهنود الحمر رغم تأخرهم الحضاري، مقارنة بطلائع الاستعمار الأوروبي، لم يركنوا إلى الاستسلام، بل قاموا بالمقاومة في جميع أنحاء الأمريكتين.

على سبيل المثال، نجح أحد زعماء قبائل التاينو- ويدعى إنريكيّو- في الاعتصام بجبال باهوروكو مدة ثلاثينَ عامًا استطاع خلالها إلحاق خسائر فادحة بالأسبان وحلفائهم من الهنود الحمر، وبسبب وطأة هذه الثورة أرسل الإمبراطور كارلوس الخامس الكابتن فرانشيسكو بارينويبو لعقد معاهدة سلام مع المقاومين الذين كان عددهم يتناقص باضطراد، وبعد شهرين اتُّفق على منح إنريكيو أي جزء من الجزيرة ليعيش فيه بسلام.

لولا هذه المقاومة لانتهى وجود الهنود الحمر بشكل نهائي.

كذلك على المسلمين أن يقوموا بمواجهة طلائع الاستعمار المعاصر: السلفية وباقي الجماعات الخارجية.

لا نقول: إن المقاومة ستكون برفع السلاح أمامهم لقتلهم؛ لأن هذه المهمة فرض كفاية، وفي ظل الأنظمة المعاصرة، فقد أوكلت هذه المهمة للجيوش الإسلامية ورجال الأمن الذين عليهم تطهير الأرض من كل من يرفع السلاح من أعضاء هذه الفرق القاتلة للمسلمين.

أما مقاومة عموم الأمة فستكون بقتلهم فكريًّا، وغلق الباب أمام تمدد فكرهم، وفي هذا السياق فإن الطريقة العزمية بدأت منذ عهد سماحة السيد عز الدين أبي العزائم 0 في محاربتهم بمجلة (الإسلام وطن)، وتفنيد آرائهم في العديد من الكتب التي ألفها سماحته، واستكملت في عهدي محاربتهم بإصدار عشرات الكتب باسمي وباسم لجنة البحوث والدراسات بالطريقة العزمية، ووجهت دعاة الطريقة العزمية وكُتَّاب مجلة (الإسلام وطن) للتركيز دومًا على محاربتهم فكريًّا وتفنيد أفكارهم بالقول والقلم والسلوك.

وعلى كل مسلم أن يحارب هذا الفكر؛ لأن محاربته فكريًّا فرض عين على كل مسلم ومسلمة؛ لأنه دفاع عن الدين، ودفاع عن دماء المسلمين، ودفاع عن الوطن، ودفاع عن الأرض، ودفاع عن التاريخ، فهؤلاء يريدون إبادتنا، أو على أقل تقدير فتح الباب على مصراعيه أمام استعبادنا من قبل أعدائنا بعد إضعافنا.

أحكام التعامل مع الخوارج

منذ القرون الأولى للإسلام، يحث أئمة أهل البيت على ضرورة مقاطعة أصحاب هذا الفكر الخارجي، ولأن السلفية قد ورثوا عقيدة التجسيم والتشبيه، فلهم أحكام وضعها أئمة أهل البيت، لعل من أشهرها حكم الإمام محمد الجواد D في منع الصلاة خلفهم، وإعطائهم من الزكاة.

عن عَلِيِّ بنِ مَهْزِيَارَ قالَ: كَتَبْتُ إلى أبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُوسَى الكَاظِمِ: جُعِلْتُ فِدَاكَ! أُصَلِّي خَلْفَ مَنْ يَقُولُ بالجِسْمِ؟([1]) فكَتَبَ: (لا تُصَلُّوا خَلْفَهُمْ، ولا تُعْطُوهُمْ مِنَ الزَّكَاةِ، وابْرَؤُا مِنْهُمْ بَرِئَ اللهُ مِنْهُمْ) ([2]).

وأضيف على ذلك: إنه لا بد على المسلمين، منع التجارة مع الخوارج من السلفية والإخوان ومن على شاكلتهم؛ لأن الشراء والبيع لهم يقويهم اقتصاديًّا ويجعلهم قادرين على شراء الأسلحة وقتال قواتنا المسلحة، وكذلك يجعلهم قادرين على تأسيس وسائل إعلام جماهيرية مثل الصحف والقنوات وبث أفكارهم المسمومة.

ويحظر العمل في مؤسساتهم التجارية، فهذا يجعل المتعامل معهم يتأثر بأفكارهم، ويقوي قدراتهم المحلية.

وكذلك يحظر تزوجيهم أو الزواج منهم، فلا بد من مقاطعتهم مقاطعة شاملة، فلا يأتي إليك شخص يحمل أفكارًا خارجيًّا وتزوجه ابنتك، ولا تذهب بولدك لتزوجه ابنة رجل من الخوارج، فإن مخالطتهم تعدي، فتنتقل طباعهم وأفكارهم المسمومة بالمخالطة، وعلينا أن نحاصرهم لا أن نفتح المجال لهم للتمدد والانتشار.

ويجب توعية شباب الأمة والنشء بعدم أخذ معالم دينهم من رموز الخوارج، والتحذير من أفكارهم مسمومة؛ حتى لو ظهروا في صورة وديعة، فابتساماتهم الصفراء تحمل في طياتها الكثير من العداء للمسلمين.

وإذا كان الإمام الجواد قال بعدم جواز الصلاة خلفهم، فيجب ألا تذهبوا للصلاة في مساجدهم؛ حتى لا تصلوا خلفهم، وللعلم فهم يحاربون الصلاة في المساجد التي بها أضرحة الأنبياء والأولياء من أجل أن يدفعوا الناس للصلاة معهم في مساجدهم، التي في أغلبها هي مساجد ضرار، يتم فيها تجهيز الدواعش والإرهابيين.

فصلوا في مساجد أهل البيت والصالحين، وصلوا خلف الصالحين.

وإذا كان الإمام الجواد قال بعد جواز إعطائهم الزكاة، فلا تعطوا جمعياتهم ولا مراكزهم الدينية من أموال زكاتكم؛ لأنها تستخدم في شراء الأسلحة التي تقتل المسلمين.

وكذلك فإن على فقراء المسلمين عدم أخذ أموال الصدقات والزكاة التي يوزعونها، وخصوصًا في أوقات الأزمات والانتخابات؛ لأنها بمثابة رشوة يستخدمونها لدعمهم وشراء الذمم وكسب الولاءات.

ويمنع كذلك بيع الأراضي أو الممتلكات العقارية لمعتنقي الفكر الخارجي؛ لأنهم يستخدمونها في إقامة تجمعات لأنصار هذا الفكر ونشره، وكل من يتعاون معهم فهو شريك في نشر أفكارهم، وشريك في دماء المسلمين التي تنتج عن نشر هذا الفكر.

كما يجب على الحكومات الإسلامية عدم تشغيلهم في المؤسسات العامة؛ لأنهم بمثابة الطابور الخامس للاستعمار الجديد، حيث يقومون بتدمير المؤسسات من الداخل من خلال نشر ثقافة: “العمل على قدر الراتب”، والتي تسببت في أن أصبح متوسط عمل الموظف المصري 27 دقيقة فقط يوميًّا، فتراهم يذهبون لصلاة الظهر قبل الصلاة بساعة وبعده بساعة، وتراهم يتركون مكاتبهم من أجل تجديد الوضوء، وتراهم يهملون أعمالهم بحجة أنهم يقرأون الأذكار والتسابيح، وهم في حقيقة الأمر يضيعون الوقت لتعطيل مصالح الناس، وزيادة الشحن تجاه الدولة، وبالتالي استغلال الشحن المتراكم في إشعال الفوضى، وتسهيل عمليات قتل المسلمين في الشوارع، كما رأينا في العقد الماضي.

كما يجب منعهم من تقلد المناصب القيادية في الجيوش الوطنية، وفي المؤسسات الأمنية والقضائية؛ لأنهم يسهلون تمكن أنصارهم من المناصب العليا، وكذلك يفعلون في الجامعات المصرية، التي أضحى بعض أقسام بعض كلياتها بالكامل يسيطر عليها إما إخوان أو سلفية، نتيجة تسريبهم الامتحانات لأعضاء جماعاتهم، وتسهيل حصولهم على أعلى التقديرات، بهدف تعيينهم كمعيدين ثم أساتذة، لتوسعة نشر هذا الفكر، وبهذه الطريقة تمكنوا من اختراق بعض الأقسام العلمية بجامعة الأزهر وغيرها.

على الأمة الإسلامية أن تعي أن مهمة محاربة الفكر الخارجي، ليست رفاهية أو تعصبًا أو تشددًا، وإنما هي مهمة واجبة على كل المسلمين؛ لأن هؤلاء يعملون على فنائنا، ولأن المعركة بيننا وبين الخوارج ليست معركة فكر، ولا حتى معركة سلاح، وإنما هي معركة وجود، معركة حياة، إما القضاء عليهم وبقاء الأمة الإسلامية، وإما السماح لهم بالتمدد والانتشار وفناء المسلمين، فهؤلاء مثل السوس ينخر بين الأمة، وإذا لم يواجه فإنه سيجعل البناء ينهار مرة واحدة دون مقدمات.

لقد انهار الهنود الحمر، رغم مقاوماتهم؛ لأنهم لم يكونوا متحدين في المقاومة، ولم يستخدموا نفس أدوات المقاومة، ولأن بعضهم انخدع بأغطية طلائع الاستعمار، والتي حملت في طياتها الدمار والهلاك.

تستخدم طلائع الاستعمار الجديدة (السلفية والإخوان)، أغطية مشابهة لنشر الأمراض، فيقولون: قال الله، وقال الرسول، وقال السلف الصالح، وما استشهاداتهم وأقاويلهم إلا أغطية مسمومة تحمل الأفكار التي ستجعل المسلم يقتل أخاه، خدمة للمستعمر الغربي، وخدمة لإسرائيل.

أرجو من الله أن تستفيق الأمة الإسلامية، وأن تتحرك لوقف زحف سموم وأمراض السلفية والإخوان؛ حتى لا نلقي مصير الهنود الحمر، ويقتل أغلبنا، ويصبح من تبقى عبيدًا لدى المستعمر الغربي، يستخدمه بغرض الترفيه في حدائق الحيوانات، كما فعل الأوروبيون مع السكان الأصليين للأمريكتين.

وصلى الله على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى آله وسلم.

=======================

([1]) يثبت الجسم لله تعالى.

([2]) ينظر: أمالي الصدوق ص167.

 

 

 

عن الاسلام وطن

شاهد أيضاً

أفيقوا قبل أن يعبد أبناؤكم إبليس وأنتم لا تشعرون!!

فوجئ الجميع بحفل لمغنية الرَّاب الأسترالية، إيغي أزاليا في الرياض، بسبب المحتوى الذي قدمته على …